الحمد لله.
اسم "مازن" من الأسماء العربية المشهورة ، والمُزْن هو السحاب، وقيل: السحاب ذو الماء .
والفعل "مَزَن" له عدة معان :
فهو بمعنى : أسرع في طلب الحاجة ، وبمعنى : أضاء وجهه .
فيكون اسم "مازن" بمعنى : المسرع في طلب الحاجة ، أو : المضيء وجهه .
والمازن أيضا : بيض النمل .
قال ابن منظور رحمه الله في "لسان العرب" (5/4194):
"المَزْنُ : الإِسراع في طلب الحاجة ، مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً ومُزُوناً وتَمَزَّنَ : مضى لوجهه وذهب ...
والمُزْنُ السحاب عامةٌ ، وقيل : السحاب ذو الماء ، واحدته مُزْنةٌ...
والمازِنُ بيض النمل" انتهى .
وقال الصحاب بن عباد في "المحيط" :
"والمازِنُ: الذّاهِبُ على وَجْهِهِ، وبه سُمِّي الرجُلُ مازِناً" انتهى .
وقال الزمخشري في "أساس البلاغة" (ص 428):
"وفلان يتمزّن : يتسخّى ، كأنه يتشبه بالمزن" انتهى .
وقال ابن دريد في "الاشتقاق" :
"و(مازن): اشتقاقه من شيئين: إمَّا من بَيض النَّمل، وهو يسمَّى مازناً؛ وإِمّا من المَزْن، وإما من قولهم: فلانٌ يتمزَّنُ على قومِه، أي : يتسخَّى عليهم" انتهى.
وبهذا يتبين أن اسم "مازن" له عدة معان ، إما أنه بمعنى الذاهب على وجهه ، أي : المسرع في طلب الحاجة ، وإما أنه بمعنى التشبه بالسحاب في كرمه وكثرة خيره ، وإما أنه اسم لبيض النمل.
وعلى هذا فاسم "مازن" لا حرج فيه ، ولا ينهى عنه.
ومما يؤكد ذلك : أنه قد كان بعض الصحابة يسمون بهذا الاسم ، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره.
منهم : مازن بن خيثمة ، ومازن بن الغضوبة .
ينظر : "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/1344)، "الإصابة" لابن حجر (5/520) .
وأما تفسير "مازن" بالماطر، فلم نقف على ذلك، وعلى فرض صحته، فليس معناه أنه منزل المطر ، وإنما المعنى أنه يشبه السحاب الماطر، أي : الذي ينزل منه المطر، أي : أنه كثير الخير كالسحاب الماطر.
والله أعلم .