الحمد لله.
أولا:
لا يجوز للمسلم أن يتلفظ بكلام فيه مدح لدين غير دين الإسلام ، أو دعاءٍ لغير دين الإسلام بالنصرة والغلبة ، فإن ذلك قد يصل بالمسلم إلى الخروج من الإسلام ، عياذا بالله من ذلك .
ثانيا:
هذه العبارة تحتمل عدة معانٍ، والسبيل للحكم عليها هو الاستفصال عن مقصد قائلها، كما هو الحال مع أمثال هذه العبارات المحتملة المعاني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" وأما الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها، فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده، فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أَقَرَّ به، وإن أراد بها معنى يخالف خبر الرسول أنكره" انتهى من "مجموع الفتاوى" (12 / 114).
وهذه العبارة يطلقها الناس بمقاصد مختلفة، أو لغوا من غير علم بمعناها، وإنما وجد الناس تقولها فقالها.
وقد سبقت الإشارة إلى بعض المقاصد لهذه العبارة، في جواب السؤال رقم: (296343).
فإذا قيلت لغير المسلم ، فإما أن تكون بمعنى الدعاء لدينه بالسعادة، أي: بالنصرة والظهور والعلو في الأرض، فلا شك أنها بهذا المقصد من المحرمات والمنكرات العظيمة.
وإما أن تقال بغير قصد لمعناها ومن باب لغو الكلام، فهذا أمر معفو عنه، لقوله تعالى:
(وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) الأحزاب/5.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" اعتبار النيات والمقاصد في الألفاظ، وأنها لا تلزم بها أحكامها حتى يكون المتكلم بها قاصدا لها مريدا لموجباتها، كما أنه لا بد أن يكون قاصدا للتكلم باللفظ مريدا له، فلا بد من إرادتين:
إرادة التكلم باللفظ اختيارا.
وإرادة موجبه ومقتضاه، بل إرادة المعنى آكد من إرادة اللفظ، فإنه المقصود واللفظ وسيلة، وهو قول أئمة الفتوى من علماء الإسلام...
وقد تقدم أن الذي قال لما وجد راحلته: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) أخطأ من شدة الفرح، لم يكفر بذلك وإن أتى بصريح الكفر، لكونه لم يرده، والمكره على كلمة الكفر أتى بصريح كلمته ولم يكفر لعدم إرادته... " انتهى من "أعلام الموقعين" (4/ 447–449).
وقد تقال بقصد الدعاء للشخص نفسه بالسعادة ، ويكون إدخال كلمة "الدين" في هذا لغوا غير مقصود .
ونظرا لهذه الاحتمالات، فينبغي للمسلم الإعراض عن هذه الكلمة، حتى لا يفهم أحد أنه بذلك يمدح دينا غير دين الإسلام.
والله أعلم.