الحمد لله.
أولًا:
الحمد الله الذي رزقك العفة ومجاهدة النفس، وكثير من الناس إذا ابتلوا مثل ما ابتليت به استرسلوا معه فوقعوا في محرمات، كإرسال النظر واستغلال صلة القرابة في نظر حرام، أو خلطة محرمة، أو تخبيب على زوج، فالحمد لله الذي عافاك من ذلك.
ونوصيك بمواصلة مسيرة العفة هذه؛ فإنها الآن امرأة لا زوج لها، وهذا أدعى لك أن تضع بينك وبينها حجابًا غليظًا، حماية لنفسك ولها من مخادعة الشيطان.
ثانيًا:
لا شك أنك لا تتمناها زوجًا في حال كونك زوجًا لأختها، فهذا كما لا يخفى عليك محرم، ممتنع في شريعة الإسلام.
ولأنك تعلم أن هذا تفكير غير منطقي، وأُمنية غير قابلة للتحقيق؛ فإن نفسك قد احتالت عليك نوع حيلة، لتبقي الباب مواربا، وتحتفظ، ولو في داخلها بهذا التعلق المكتوم بأخت زوجتك، فرحت تتمناها زوجًا في حال خلو زوجتك عن عصمتك، وهذا لا يكون إلا بطلاق زوجك أو موتها.
لقد لجأت نفسك إلى هذا "السيناريو" الدرامي ... (القدري)، فلا تريد أن تتحمل مسؤولية طلاق امرأتك الصالحة، القائمة بحقك، كما تقول أنت، ولا تريد أن تشعر بتأنيب الضمير، ولا تريد أن تفقد ذلك الأمل ...
وبكل حال؛ فهذه الأمنية إن كانت من هواجس النفس، فالواجب ألا تسترسل معها بل اسأل الله أن يحفظك، ويحفظ عليك زوجك.
وبالتالي فتحويل هذه الأمنية إلى دعاء هو من باب الاسترسال مع الأمنية وتمكينها من نفسك، فهل ترى هذا الاسترسال، وذاك الدعاء، الذي تطلب فيه حالًا لا تكون إلا بموت زوجتك أو طلاقها= هل ترى هذا من حسن العشرة لامرأة لم تر منها إلا خيرًا؟!
وهل ترى أن إبقاء التعلق بهذا الخيط الضعيف الواهي ... من أفعال العقلاء؟!
ثالثًا:
الاسترسال مع الأمنية وتحويلها لدعاء، مع ما سبق في نفسك من التعلق بصورتها: يُخشى منه أن ينقلك من حالة التعلق إلى حالة العشق، والعشق باب فساد عظيم على قلب الإنسان وروحه، فسد الذرائع وقطع الطرق الموصلة للفساد يوجب عليك هنا أن تدع هذا الدعاء؛ لأنه في سياق حالتك بالذات، والتي فيها تعلق رسخ لخمس سنوات بامرأة لا تحل لك الآن، ولا تحل لك إلا في ظروف خاصة، ليست ميسورة، وهذه المرأة قريبة قربًا قد يسهل طرق الحرام؛ كل هذه الظروف هي خطر على نفسك، وصحة قلبك واستقامته، ودينك كله؛ وهي ذرائع إلى أوجه عدة من الفساد والحرام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والعشق مرض نفساني، وإذا قوي أثَّر في البدن؛ فصار مرضاً في الجسم...
والعشق إنما يستعمل في العرف: في محبة الإنسان لامرأة أو صبي، لا يستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال والوطن والجاه، ومحبة الأنبياء والصالحين، وهو مقرون كثيراً بالفعل المحرم؛ إما بمحبة امرأة أجنبية، أو صبي يقترن به النظر المحرم واللمس ...
ففيه من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها وعرضه، ثم قد تفسد عقله ثم جسمه" انتهى، من "مجموع الفتاوى" (10/129).
والحاصل:
أن الواجب عليك أن تقطع تلك الأماني الكواذب عن نفسك، وتدع الاسترسال وراء تلك الخواطر، وتقبل على شأنك، وعيشك، وتصلح أمر بيتك، وتحمد الله على ما من به عليك من زوجك، وتقطع كل سبيل يمكن أن يفتح لك باب التواصل مع أخت زوجتك، أو الخطلة بها، بحال.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (84089).
والله أعلم.