الحمد لله.
هذا الخبر لا يصح، فقد تفرد بذكره هؤلاء الرافضة، وهم لا يعدّون في ثقات الرواة، ومعروف عنهم التساهل في الكذب والبهتان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب.
قال: أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى، يقول: قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة، فقال: لا تكلمهم، ولا ترو عنهم، فإنهم يكذبون.
وقال أبو حاتم: حدثنا حرملة، قال: سمعت الشافعي يقول: لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة.
وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة، فإنهم يكذبون ....
والمقصود هنا أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة" انتهى من "منهاج السنة" (1/59).
كما أن السند احتوى على مجاهيل.
ثم إن هذا الخبر يعارض ما هو معلوم من عقيدة الإمام أحمد في محبة الصحابة وتوقيرهم.
وقد ساق رحمه الله تعالى جملة كبيرة من الأخبار في فضائل علي رضي الله عنه، كما في كتاب "فضائل الصحابة" ومن ذلك ما رواه عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ ) "فضائل الصحابة" (948).
لكن أئمة أهل السنة على عدم الغلو في محبة علي رضي الله عنه، ولا في أحد من الصحابة، بل تجب محبتهم وفق ضوابط الشرع.
ولعل لهذا ساق الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (951) عن عَلِيّ: " يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ".
والله أعلم.