ماحكم قول بعض العامة في حال الغضب من شخص ما ( سبعك ، الله يسبعك ) ، ما أصل هذه الكلمة ؟ وهل هي من الشرك ؟
الحمد لله.
هذه العبارة ( سبعك، والله يسبعك): تستعمل للشتم والدعاء بالسوء، ولا يظهر فيها ما يشير إلى الشرك.
والظاهر أن معناها هو ما يذكره أصحاب المعاجم، كمثل ما جاء في “تاج العروس” (21 / 172 ): “سبع فلانا: شتمه وعابه وانتقصه ووقع فيه بالقول القبيح، ورماه بما يسوء من القذع ” انتهى.
والمسلم مأمور بتطييب القول مع إخوانه، وتطهير لسانه مما يسيء.
قال الله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا البقرة/83.
وقال الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا الأحزاب/70.
وعَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَرَّتَيْنِ، قَالَ: لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ … قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ: لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا ، وَلَا عَبْدًا، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا شَاةً. قال: … وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ رواه أبوداود (4084)، وصححه الألباني في “صحيح سنن أبي داود”.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ رواه الترمذي (1977) وقال: “هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ”، وصححه الألباني في ” سلسلة الأحاديث الصحيحة ” (1 / 634).
والله أعلم.