عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا قَالَ الْعَبْدُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا لِعَبْدِي رَحْمَتِي كَثِيرًا، وَإِذَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا لِعَبْدِي رَحْمَتِي كَثِيرًا، فَإِذَا قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ اكْتُبُوا لِعَبْدِي مَحَبَّتِي كَثِيرًا)، فهل هذا الحديث صحيح؟
هذا الخبر، باللفظ المذكور: إسناده ضعيف، لأنه من رواية عطية العوفي، وهو ضعيف عند أئمة الحديث.
الحمد لله.
هذا الخبر رواه الطبراني في “الدعاء” (ص480)، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: اكْتُبُوا لِعَبْدِي رَحْمَتِي كَثِيرًا، وَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: اكْتُبُوا لِعَبْدِي رَحْمَتِي كَثِيرًا، فَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مَحَبَّتِي كَثِيرًا.
ورواه ابن أبي شيبة في “المصنف” (16 / 216)، وفي (19 / 488)، قال: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: ” إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، قَالَ الْمَلَكُ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟، قَالَ: اكْتُبْ لَهُ رَحْمَتِي كَثِيرًا، وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، قَالَ الْمَلَكُ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟، قَالَ: اكْتُبْ رَحْمَتِي كَثِيرًا، وَإِذَا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ كَثِيرًا، قَالَ الْمَلَكٌ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟، قَالَ: اكْتُبْ رَحْمَتِي كَثِيرًا “.
ورواه ابن فضيل الضبي في “الدعاء” (ص273)، قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: “إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، قَالَ الْمَلَكُ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ لَهُ رَحْمَتِي كَثِيرًا، وَإِذَا قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا. قَالَ الْمَلَكُ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ رَحْمَتِي كَثِيرًا”.
ومدار إسناد هذا الخبر على مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
وعطية هو ابن سعد العوفي، وهو ضعيف عند أئمة الحديث.
كما قال الذهبي رحمه الله تعالى:
” عطية بن سعد العوفي الكوفي، تابعي مشهور: مجمع على ضعفه ” انتهى. “المغني في الضعفاء” (2 / 436).
وعطية مع ضعفه، اختُلف عنه؛ فرواه مرة مرفوعا، ومرة موقوفا.
وذكر الإمام الدارقطني، رحمه الله: أن هذا الاختلاف من مسعر، وليس اضطرابا من “عطية”، ولم ير ذلك اضطرابا يعل الحديث. قال:
” يرويه مسعر، عن عطية، واختلف عنه؛
فأسنده جرير بن عبد الحميد، عن مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابعه الحسن بن قتيبة.
وغيره يرويه عن مسعر موقوفا.
ومسعر كان ربما قصر بالإسناد طلبا للتوقي، وربما أسنده“. انتهى، من “العلل” (11/293).
وقد حسن الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث لغيره، كما في “صحيح الترغيب” (2/247).
وينظر أيضا للفائدة: “السلسلة الصحيحة” للشيخ الألباني (3452)،
والله أعلم.