الحمد لله.
والواجب العناية بأمور الدين مبتدئين بالأهم فالأهم ، فنتفقه في دين الله وآكد ذلك معرفة عقيدة التوحيد ثم إقامة شعائر الإسلام الظاهرة وبقية الواجبات ولا يخفى أن الاشتغال بذلك هو الأهم وكذا القيام بكل مقدور عليه ، بل إنه لن توجد دولة الإسلام إلا بعد الفقه في الدين وتحقيق الإيمان والتوحيد والنجاة من الشرك كما قال سبحانه : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى الله ويعلّم التوحيد والعقيدة ويقرأ عليهم الوحي ويجادل الكفار بالتي هي أحسن ويصبر على الأذى مع صلاته وإقامته للعبادات التي شُرعت في ذلك الوقت ولم يترك تعليم الدّين مع أنّ دولة الإسلام لم تقم في مكة حينئذ ، ثم كيف تقوم دولة الإسلام دون أساس عقديّ ومجتمع من المسلمين ينشأون على الإسلام ويتربون عليه ويتعلمونه ويقيمونه ؟ وصدق الذي قال : أقيموا دولة الإسلام في أنفسكم تقم لكم في أرضكم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .