رفضت خطبته وهو متعلق بها فماذا يفعل؟
رفضتني آنسة بعد خطبتها بدون أي سبب وأنا لا أزال أرغب فيها ، قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات لكن موقن في قلبي أنها ستعود لي والواقع عكس ذلك ، ما الذي ينبغي علي فعله ؟
الجواب
الحمد لله.
ما دمت قد استخرت الله تعالى ، ولم يتيسر لك الزواج من هذه الفتاة ، فاعلم أن هذا
هو الخير لك ولها الآن ، فقد يكون في الزواج منها مفسدة ، صرفها الله عنك ، وقد
يكون زواجك بغيرها خيراً لك ، والله سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، وهو أعلم
بما يصلح عبده ويسعده ويرضيه ، وما على العبد إلا أن يسلم أمره إليه ، ويرضى
باختياره ، ويؤمن بقدره ، ويرجو ما عنده ، فإنه أرحم به من نفسه ، سبحانه وتعالى .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إن العبد لَيَهمّ بالأمر من التجارة والإمارة ، حتى
ييسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإني إن يسرته له أدخلته
النار ، فيصرفه الله عنه ، فيظل يتطيّر ( أي يتشاءم ) ، يقول : سبقني فلان ، دهاني
فلان ، وما هو إلا فضل الله عز وجل " . ذكره ابن رجب في "جامع
العلوم والحكم" (2/470) .
وأما ما تشعر به من أن هذه الفتاة ستكون لك ، فهذا أمر محتمل ، قد يقع وقد لا يقع ،
ولا تدري ما الخير فيه ، فينبغي أن لا تعلق قلبك به ، بل سل الله أن ييسر لك الخير
حيث كان ، وأن يصرف عنك الشر حيث كان ، وبادر بالبحث عن ذات الخلق والدين ، ولا
تؤخر الزواج طمعا في حصول ذلك الاحتمال ، فإن هذا شأن ضعاف الإيمان والتوكل ، يتعلق
الواحد منهم بشيء ثم لا يستطيع تجاوزه ، مع زعمه أنه يستخير الله تعالى ويرضى
بقضائه ! وهو في الحقيقة إنما يرضى بهواه وما اشتهت نفسه .
والحاصل أنه ينبغي لك :
1- أن تسأل الله تعالى أن ييسر لك الزواج من المرأة الصالحة التي تسعد معها في
الدنيا والآخرة .
2- أن تسعى في البحث عن هذه المرأة الصالحة .
3- أن تصرف النظر عن تلك الفتاة ، وأن تغلق باب التفكير فيها ، وأن تعتقد أن الخير
فيما قدره الله تعالى لك .
4- ألا تحزن ولا تيأس لكونك رفضت من غير سبب ، فقد يكون ذلك لأسباب خاصة بها لا
يعنيك معرفتها .
نسأل الله أن يوفقنا إياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .