لماذا خلق الله عز وجل أناساً معوقين ذهنياً؟.
الحمد لله.
إن من أصول الدين الإيمان بحكمة الرب سبحانه وتعالى في خلقه وأمره ، وفي قدره وشرعه ، بمعنى أنه لا يخلق شيئا عبثا ، ولا يشرع ما لا مصلحة فيه للعباد ، فكل ما في الوجود فهو بقدرته ومشيئته ، قال تعالى : ( الله خالق كل شيء ) . وقد اقتضت حكمته البالغة خلق الأضداد ، فخلق الملائكة والشياطين ، والليل والنهار ، والطيب والخبيث ، والحسن والقبيح ، وخلق الخير والشر ، وفاضل وفاوت بين العباد في أبدانهم وفي عقولهم ، وفي قواهم ، فجعل منهم الغني والفقير ، والسليم والسقيم ، والعاقل وغير العاقل . ومن حكمة الله في خلقه أن يبتليهم ويبتلي بعضهم ببعض ، ليتبين من يشكره ومن يكفره ، قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ... إلى قوله تعالى إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) . وقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) .
فالمؤمن المعافى إذا شاهد المعوقين عرف نعمة الله عليه فشكره على إنعامه ، وسأله العافية ، وعلم أن الله على كل شيء قدير .
والعباد عاجزون عن الإحاطة بحكمته ، لايسئل عما يفعل وهم يسألون سبحانه وتعالى ، فما علمت أيها المسلم من حكمة ربك فآمن به ، وما عجزت عنه فسلّم فيه لربك وقل : الله أعلم وأحكم ، لاعلم لنا إلا ماعلمتنا وهو العليم الحكيم .