الحمد لله.
قد أحسنتِ في نيتك مساعدة خطيبك حتى يتم إكمال زواجه منكِ ، وهو أمر تُشكرين عليه ، ويدل على دينٍ متين وعقل راجح .
وإعانتك لزوجكِ في إتمام زواجه إعانة على دينه وإيمانه ، وهذا من أعظم الطاعات ، وهو أمر محمود في شرع الله تعالى ، وهو من أعظم مصارف المال .
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ ، فَقَالَ : أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ .
رواه الترمذي ( 3094 ) ، وابن ماجه ( 1856 ) وعنده : ( تُعِينُ أَحَدَكُم عَلَى أَمْرِ الآخِرَة ) ، والحديث حسَّنه الترمذي ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال الشيخ المباركفوري – رحمه الله - :
( وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه ) أي : على دينه ، بأن تذكِّره الصلاة والصوم وغيرهما من العبادات ، وتمنعه من الزنى وسائر المحرمات .
" تحفة الأحوذي " ( 8 / 390 ) .
ولا شك أن الزواج يعين الرجل على الطاعة ، ويصده عن المحرمات من النظر والسماع ، ويمنعه من الوقوع في الزنا .
هذا من حيث المبدأ العام ، لكن ينبغي أن تراعى بعض الأمور ، منها :
1- جدية الرجل في أمر الزواج والسعي لتحصيل تكاليفه فإن بعض الناس يركن إلى هذه المسألة ، ويعتمد عليها ، ولا يجدّ في تحصيل ما هو مطلوب منه .
2- إذا كان الخاطب جاداً وكان لديه بعض تكاليف الزواج ويعجز عن قيمتها فلا مانع من مساعدته في بعض ما يحتاج ، كأن تشارك الزوجة في شراء بعض الأثاث أو الأجهزة ، أو في تكاليف العرس .
3- الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها ، فلا يحل له أثناء الخطبة أن يخلو بها أو يصافحها أو يخرج منعها ، بل هو كغيره من الأجانب . انظري السؤال رقم (2572)
ونسأل الله تعالى أن يوفقكما لما يحب ويرضى ، وأن يرزقكما ذرية طيبة .
والله أعلم .