لا يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن
كنت أقرأ القرآن بأجرة على أرواح الأموات ، فهل يحل لي هذا المال وأن أذهب به لأداء فريضة الحج ؟ مع أنه لا يوجد لديَّ نقود إلا ما أخذته مقابل قراءة القرآن .
الجواب
الحمد لله.
" تلاوة القرآن من أفضل الأعمال قال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ )
فاطر / 29
. وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر
أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف )
رواه الترمذي ( 2910) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
فتلاوة القرآن عمل صالح وعبادة عظيمة ، مع التدبر والتفكر بآياته ، والعمل بما فيه
من الأحكام ، وأخذ الأجرة على تلاوة القرآن لا تجوز ، لأن تلاوة القرآن قربة وعبادة
، وأخذ الأجرة على القرب والعبادات لا يجوز ، وقراءة القرآن على أرواح الأموات بدعة
لا دليل عليها ، فلا يجوز أن تتخذ قراءة القرآن حرفة يتكسب بها ؛ لأنه إذا قرأ
القرآن لأجل الأجرة فإنه ليس له أجر عند الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( مَن
كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ
أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ
مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) هود / 15، 16
؛ والذي يريد عمل الدنيا بعمل الآخرة، ويريد الدنيا بالعبادة عليه وعيد عظيم وعمله
باطل، فلا يجوز للسائل الاستمرار على مثل هذا ، ويجب عليه التوبة إلى الله سبحانه
وتعالى مما حصل ، ولا يجوز له أن يحج من هذا المال الذي جمعه من هذا الكسب .
ومع الأسف قد اتخذت تلاوة القرآن حرفة ليتكسب بها كثير من المقرئين في عصرنا الحاضر
، يقرءونه في المآتم ، ويقرءونه على القبور ، ويقرءونه على الأموات ، نظير أجور
يتقاضونها أو مطامع يحصلون عليها ، وهذا عمل باطل ، ومكسب لا يحل ، فقراءة القرآن
للأموات في مقابل أجرة .
أولاً : لا دليل عليها حتى ولو كان بدون أجرة .
وثانيًا : أخذ الأجرة على ذلك أخذ لا يجوز ، وأكل للمال بالباطل .
والذي ننصح به إخواننا المسلمين وحملة القرآن أن يبتعدوا عن مثل هذه الأمور ، وأن
يطلبوا الرزق من الوجوه المباحة والمكاسب الطيبة ، وأن يتخذوا كتاب الله دليلاً لهم
ويتلونه بنية خالصة لله سبحانه وتعالى ، لا يريدون من ذلك طمعًا من مطامع الدنيا .
والله الموفق " .
" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " (
3 / 90 )