الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

يقتصر على التعلم من الكتب ولا يرى الجلوس إلى الدعاة وطلب العلم

166923

تاريخ النشر : 17-05-2011

المشاهدات : 28698

السؤال

لي صديق يقول أنه لا يستمع إلى المحادثات الإسلامية من قبل طلاب العلم الذين يدرسون في جامعة المدينة والذين يقومون بالدعوة في بلدنا لأنه يقول أن الله قد أعطاه عقلا ليقرأ ويفهم . يقول أيضا لماذا أفهم الإسلام من الآخرين؟ لذلك فهو يقرأ عددا من الكتب (منها ترجمة القرآن باللغة الإنجليزية) ووصل إلى حد أنه يصدر الفتاوى. فما رأيكم يا شيخنا؟

الجواب

الحمد لله.


طلب العلم من أشرف الأعمال ، وأجمل الخصال ، ويكفي في فضل العلم أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، إلى غير ذلك من الفضائل .
وتحصيل العلم له طرق ووسائل كثيرة ، منها الأخذ عن المشايخ مباشرة ، ومنها قراءة الكتب ، وسماع الشروح المسجلة ، وإذا كان صديقك لديه ما يؤهله لقراءة الكتب وفهمها فهما صحيحا ، ولا يجد في بلده من أهل العلم من يحتاج إلى الجلوس إليه ، فلا حرج عليه في الاقتصار على مجهوده الذاتي في التعلم ، وينبغي أن يستعين بالشروح الصوتية والمكتوبة للعلماء المعاصرين كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله والشيخ صالح الفوزان حفظه الله وغيرهم من أهل العلم والفضل ، لسلامة منهجهم ، وسهولة عبارتهم ، وبهذا يأمن من الانحراف والزيغ – إن شاء الله – لأن من اقتصر على الكتب دون الرجوع إلى العلماء الموثوقين لا يؤمن عليه ، كما ينبغي له مجالسة طلبة العلم ومحاورتهم ، فإن الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه ، وقد يحمل إليه الطالب فائدة أو تقييدا أو شرحا لمبهم ، وليكن ديدنه التواضع ، والفرح بالفائدة ، وقبول الحكمة ممن جاء بها .
والأخذ عن الشيوخ مباشرة له مزيته وفضله ، وفي ذلك يقول الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله :
" تلقي العلم عن الأشياخ: الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب .
وقد قيل : "من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده"؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ)، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له :
"ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط " انتهى.
وقد بسط الصفدي في "الوافي" الرد عليه .
والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان: أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر .
وقال الوليد : كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريماً يتلاقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله " انتهى بتصرف من "حلية طالب العلم".

وأما الفتوى فأمرها أكبر وأعظم ، ولابد أن تكون عن علم وبصيرة ، وإلا كان صاحبها آثما ، يحمل وزره ووزر من يتبعه .
وينظر في خطر التسرع في الفتوى جواب السؤال رقم : (21018) .

ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة