الحمد لله.
صفات الله عز وجل تنقسم إلى أقسام باعتبارات مختلفة :
القسم الأول : باعتبار الثبوت وعدمه ، وهو نوعان :
أ . صفات ثبوتيه : وهي التي أثبتها الله لنفسه ، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالحياة والعلم والوجه والنزول والاستواء وغيرها من الصفات ، وكلها صفات مدح وكمال ، وهي أغلب الصفات المنصوص عليها في الكتاب والسنة ، وهذا النوع يجب إثباتها له سبحانه .
ب . صفات سلبية : وهي التي
نفاها الله عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالموت ، والنوم ،
والظلم ، وكلـها صفات نقص ، والواجب في هذا النوع نفي النقص مع إثبات كمال الضد ،
فقوله تعالى : ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف : 49 ، فيجب الإيمان
بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه .
القسم الثاني : باعتبار أدلة
ثبوتها ، وهو نوعان :
أ - صفات خبرية : وهي الصفات التي لا سبيل إلى إثباتها إلا السمع والخبر عن الله أو
عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتسمى ( صفات سمعية أو نقلية ) ، وقد تكون ذاتية ،
كالوجه ، واليدين ، وقد تكون فعلية ، كالفرح ، والضحك .
ب - صفات سمعية عقلية : وهي
الصفات التي يشترك في إثباتها الدليل السمعي ( النقلي ) والدليل العقلي ، وقد تكون
ذاتية ، كالحياة والعلم ، والقدرة ، وقد تكون فعلية ، كالخلق ، والإعطاء .
القسم الثالث : باعتبار
تعلقها بذات الله وأفعاله ، وهو ثلاثة أنواع :
أ - صفات ذاتية : وهـي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها ، فهي لا تنفك عنه
سبحانه وتعالى ، كالعلم ، والقدرة ، والحياة ، والسمع ، والبصر ، والوجه ، واليدين
ونحو ذلك ، ويسمى هذا النوع ( الصفات اللازمة لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها ) .
ب - صفات فعلية : وهي التي
تتعلق بمشيئة الله ، إن شاء فعلها ، وإن شاء لم يفعلها ، وتتجدد حسب المشيئة ،
كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والغضب ، والفرح ، والضحك ،
وتسمى (الصفات الاختيارية) .
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : " وضابطها – أي : الصفات الفعلية - أنها
تقيد بالمشيئة ، تقول : يرحم إذا شاء ، ويغضب إذا شاء ، ويكتب إذا شاء ، بخلاف
الصفات الذاتية ، فلا تقول : يقدر إذا شاء ، ويعلم إذا شاء ، بل هو سبحانه عليم
وقدير في جميع الأحوال " انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " .
ج - صفات ذاتية فعلية
باعتبارين : باعتبار أصل الصفة ذاتي ، وباعتبار آحاد الفعل فعلي ، فالكلام – مثلاً
– صفة ذاتية باعتبار أصله ؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، أما باعتبار آحاد
الكلام ، فهو صفة فعلية ؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته سبحانه .
ويظر : " مجموع فتاوى الشيخ
ابن عثيمين " (1 / 124 ) .
القسم الرابع : باعتبار
الجلال والجمال ، وهو نوعان :
أ – صفات الجمال : وهي الصفات التي تبعث في القلب محبة الخالق والرغبة فيما عنده
سبحانه وتعالى ، ومن ذلك صفة الرحمة ، والمغفرة ، والرأفة .
ب – صفات الجلال : وهي
الصفات التي تبعث في القلب مخافة الله جل وعلا وتعظيمه ، ومن ذلك صفة القوة ،
والقدرة ، والقهر .
قال الشيخ صالح آل الشيخ
حفظه الله : " صفات العَظَمَة هذه يقال لها صفات جلال ، وصفات ونعوت الرحمة والمحبة
يقال له صفات جمال ، هذا اصطلاح لبعض علماء السنة وهو اصطلاح صحيح .
ولهذا في الختمة التي تُنسبُ لشيخ الإسلام ابن تيمية ، رجَّحَ طائفة من أهل العلم
أن تكون لشيخ الإسلام لورود هذا التقسيم فيها ، وهو قوله في أولها ( صدق الله
العظيم المُتَوحّدُ بالجلال لكمال الجمال تعظيما وتكبيرا ) .
ولا أعلم من أَشْهَرَ هذا التقسيم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ، يعني : تقسيم الصفات
إلى صفات جلال وجمال " انتهى من " شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ " .
وللاستزادة أكثر في باب صفات
الله ننصحك بالقراءة في كتاب ( القواعد المثلى ) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ،
وكتاب ( صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة ) للشيخ علوي السقاف حفظه الله
، وكتاب "الأسماء والصفات" لفضيلة الشيخ عمر سليمان الأشقر ، حفظه الله.
والله أعلم
تعليق