الحمد لله.
عند تحويل كنيسة إلى مسجد لا بد من إزالة ما يمكن إزالته من المحرمات الظاهرة ، وذلك بأن تطمس صورها وتماثيلها وأصنامها ، وأن تزال صلبانها ، وشعارات الكفر منها .
وقد سئل علماء اللجنة
الدائمة : عن حكم شراء كنيسة وتحويلها إلى مسجد ؟
فأجابوا : " نعم يجوز شراؤها وجعلها مسجدا ، وتجب إزالة الصلبان والصور المعلقة
والمنقوشة فيها ، وكل ما يشعر بأنها كنيسة ، ولا نعلم مانعا يمنع من ذلك " انتهى من
" فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى " (6/271) .
وأما الزخرفات التي لا يختص
بها النصارى وليست هي من شعارات دينهم : فإن أمكن تغييرها بيسر فالأفضل إزالتها
منعا لانشغال المصلين بها ، وإلا فلا حرج في بقائها .
وينظر للتوسع في ذلك إلى جواب السؤال رقم : (163468)
.
وكذلك إذا أمكن ترتيب صفوفه
بحيث لا تقطعها الأعمدة فليفعل ، وإذا لم يمكن ذلك ، فلا حرج في الصلاة فيه مع
قطعها للصف ؛ لأن كراهة الصف بين السواري تزول عند الحاجة ، وقد سبق بيان ذلك في
جواب السؤال (135898) .
وأما كون هذا المسجد يظهر
للرائي من علو أنه على شكل صليب ، فلا يقدح ذلك في جواز الصلاة فيه ؛ لأن هيئة بناء
المسجد لا أثر لها على صحة الصلاة فيه .
كما لا يلزم تغيير بنائه لعدم ظهور ذلك إلا لمشاهده من جهة العلو غير المعتادة في
النظر إلى الأشياء ، والصلبان المأمور بإزالتها وتحويلها عن هيئتها هي الظاهرة ،
هذا إذا تحققنا كونه على شكل صليب فعلا ، وإلا فإن الأمر لا يخلو من منازعة في ذلك
.
وعلى كل حال : إذا أمكن إضافة كُتَل أو إزالة كتل معمارية من الشكل الخارجي للمسجد لتغييره ، فالأحسن أن يفعل ذلك ، والصلاة صحيحة في جميع الأحوال .
والله أعلم .
تعليق