الحمد لله.
أولا :
التعدد لمن يقدر عليه ، ويعدل فيه بين نسائه، شريعة ربانية ، نص القرآن الكريم على إباحته ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأجمع على ذلك المسلمون ، فليس لأحد أن يحارب تلك الشريعة أو يضيق على من أراد فعلها .
وللأسف فقد تأثر كثير من المسلمين بالثقافة الغربية فصاروا يحاربون تعدد الزوجات ، وكان الواجب عليهم أن لا يفعلوا ذلك ، بعد أن نص القرآن الكريم على إباحتها .
وعلى المسلم أن يوقن أن ما شرعه الله تعالى هو الحق ، وله فيه الحكمة البالغة ، والمصلحة التامة للعباد في دنياهم وأخراهم . انظر إجابة السؤال رقم : (69800).
ثانيا :
يجب على الزوج أن يؤمن لزوجته مسكناً يليق عُرفا بحال الزوجة ومستواها الاجتماعي ، مع الأخذ في الاعتبار قدرة الزوج المادية .
فإذا فعل الزوج ذلك فقد قام بما أوجب الله عليه ، وليس من حق الزوجة أن تلزمه بأن يكون هذا المسكن قريبا من أهلها ، لاسيما وقد بقيت في السكن الأول عدة سنوات وكانت راضية به .
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (7653).
ثالثا :
طلب أهل الزوجة مسكنا لها بالقرب منهم ، لما علموا بعزم الزوج على الزواج بأخرى ، وزعمهم أن هذا من حقها : غير صحيح ، وإنما يلزمه توفير مسكن لائق بها كما تقدم .
كما أنه ليس لهم ، أن يحرضوا الزوجة على عصيان زوجها ولا أن يعينوها على ذلك ، بل كان اللائق بهم أن ينصحوها بالصبر والتحمل وأن يعينوها على المحافظة على زوجها وأولادها وترابط أسرتها .
والنصيحة لك أن تحاول معهم بالمعروف حتى يرضوا بهذا الأمر ، وتبين لهم أن هذا مما أباحه الله تعالى ، ولا بأس أن تشترط على نفسك ما شرطه الشرع عليك من العدل بينهما ، ويمكنك أن تستعين في ذلك بأهل الخير والصلاح .
وتجالس زوجتك وتحاول إقناعها بالأمر ، وأنه ليس لها أن تكره ما شرع الله له ، والمرأة وإن كانت تغار من الزوجة الثانية إلا أن المطلوب منها أن لا تحملها تلك الغيرة على الوقوع فيما حرم الله .
فإن أصروا على ما هم عليه وأصرت الزوجة على عدم الموافقة ، وكنت ترى أن زواجك من الثانية سيسبب لك المزيد من الخلاف والنزاع والشقاق بينك وبين زوجتك وأهلها ، وأن ذلك سيؤثر على أولادك ومحبتك لهم وتربيتك إياهم : فالرأي أن تصرف النظر عن هذا ، وتبقي على بيتك وأسرتك ، وخاصة أنك تذكر أنك تحب زوجتك وتكره فراقها ، وهذا يعني أنها حسنة العشرة ، فالإبقاء على محبتها وحسن عشرتها ، والصلة التي بينك وبين أهلها ، أولى بالاختيار .
فانظر بعين العقل والحكمة في الأمر وما سيترتب عليه ، وقدم المصلحة الراجحة .
وينظر للفائدة إجابة السؤل رقم : (110647).
والله أعلم .
تعليق