الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

حقوق العالم والمتعلم ، كل منهما تجاه الآخر .

228743

تاريخ النشر : 10-05-2015

المشاهدات : 18657

السؤال


ما هي الحقوق والواجبات التي يجب مراعاتها بين المعلِّم والطالب كلٌ من جهته ؟ وليس المقصود هنا طالب العلم الشرعي فقط بل أي علم أخر.

الجواب

الحمد لله.


أولا :
لا شك أن طلب العلم النافع ، سواء كان علما شرعيا - وهو أشرف العلوم - أو علما دنيويا مفيدا ، من أنبل المقاصد ، وأسمى المطالب ؛ إذ بالعلم تجلب المنافع ، وتتقى المضار ، وبه يحصل الخير ، ويدفع الشر .
وقد روى الدارمي (332) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: " النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ ، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ " .
وقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلي رحمه الله : " لَيْسَ شَيْء أعز من الْعلم ، وَذَلِكَ أَن الْمُلُوك حكام على النَّاس، وَالْعُلَمَاء حكام على الْمُلُوك " انتهى من "الحث على طلب العلم" (ص 53) .
فالعالم والمتعلم خير الناس ، فيجب على كل منهما أن يتحلى بكريم الصفات ومعالى الأخلاق ، وأن يترفع عن سفاسفها ؛ لأن كليهما قدوة في الناس ، ومثال يحتذى به .

ثانيا :
من الحقوق والواجبات التي تجب للعالم على المتعلم :
- أن يوقره ويبجله ويحترمه ، سواء في مجلس العلم أو خارجه ؛ فإن احترامه وتبجيله من احترام وتبجيل العلم .
قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله :
" رَجَّحَ كَثِيرُ مِنْ الْحُكَمَاءِ حَقَّ الْعَالِمِ عَلَى حَقِّ الْوَالِدِ " .
انتهى من "أدب الدنيا والدين" (ص 69) .
- أن يتأدب معه بأنواع الآداب :
جاء في "الفتاوى الهندية" (5/ 373):
" حَقُّ الْعَالِمِ عَلَى الْجَاهِلِ ، وَحَقُّ الْأُسْتَاذِ عَلَى التِّلْمِيذِ وَاحِدٌ عَلَى السَّوَاءِ: وَهُوَ أَنْ لَا يَفْتَتِحَ بِالْكَلَامِ قَبْلَهُ ، وَلَا يَجْلِسَ مَكَانَهُ وَإِنْ غَابَ ، وَلَا يَرُدُّ عَلَى كَلَامِهِ ، وَلَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ فِي مَشْيِهِ " انتهى .
- أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله ، قال شعبة: " كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدًا ، ما يحيا ".
- أن يُعظِّم حرمته ، ويرد غيبته ، ويغضب لها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس.
- أن يدعو له ويرعى ذريته وأقاربه في حياته وبعد وفاته .
- أن يصبر على ما قد يصدر منه من جفوة أو سوء خلق ، ولا يصده ذلك عن ملازمته والاستفادة منه ، ويحسن الظن بأستاذه ، ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل، ويبدأ هو عند جفوة أستاذه وشيخه بالاعتذار ، وينسب التقصير إلى نفسه ، ويجعل العَتْبَ عليها ، فإن ذلك أبقى لمودة شيخه ، وأحفظ لقلبه .
وعن بعض السلف: "من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة ، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة ".
- أن يحسن خطابه معه بقدر الإمكان ولا يقول له : لم؟ ولا : من نقل هذا؟ ولا : أين موضعه؟ وشبه ذلك، فإن أراد الاستفادة ، تلطف في الوصول إلى ذلك .
انظر : "تذكرة السامع والمتكلم" (ص40-45) .
ثالثا :
أما حقوق الطالب على معلمه ، فقد سبق الجواب عنها مفصلاً في جواب السؤال رقم : (228631).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب