الحمد لله.
هذا الحديث أخرجه أبو القاسم تمام في " الفوائد" (2 / 179) بسنده عن دَلْهَاث بْنِ جُبَيْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنْبَأَ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ سَأَلْتَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا مَا لَا نَمْلِكُهُ إِلَّا بِكَ، اللَّهُمَّ فَأَعْطِنَا مِنْهَا مَا يُرْضِيكَ عَنَّا.
وبنفس الطريق رواه أبو الشيخ في " طبقات المحدثين بأصبهان" (3 / 225)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2 / 90) .
وهذا حديث ضعيف الإسناد.
قال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى:
" وروى المستغفري في "الدعوات" من حديث أبي هريرة كان النبي صلّى الله عليه وسلم يدعو فيقول: اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك، فأعطنا منها ما يرضيك عنا، وفيه ولهان بن خبير ( وهذا تصحيف، والصواب دَلْهَاث بْنِ جُبَيْرٍ) ضعفه الأزدي " انتهى. "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" (7 / 115).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
" وهذا إسناد ضعيف جدا، دلهاث هذا، قال الأزدي: " ضعيف جدا ".
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن عساكر فقط! واستدرك عليه المناوي المستغفري في " الدعوات ". " انتهى. "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (4 / 213).
ومعنى الحديث: اللهمّ؛ إنّك كلّفتنا طاعتك التي لا نملكها ولا تنقاد لها أنفسنا إلا بإعانتك كما قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ، ولا شك أنه تعالى كلف العباد بالإتيان بالطاعات واجتناب المحرمات ولكن لا يتم ذلك إلا بتوفيق الله وإعانته وتسديده وإرشاده، فأعطنا من الأنفس ما يرضيك عنا، أي: اجعلها منقادة لأوامرك ونواهيك، مطيعة غير عاصية . وينظر: "التنوير شرح الجامع الصغير" (3/ 94).
وينظر للفائدة (3064)
والله أعلم.
تعليق