السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

الحكمة من تمثل جبريل لمريم بنت عمران عليها السلام بشرًا سويًا.

298939

تاريخ النشر : 21-10-2019

المشاهدات : 12366

السؤال

ما الحكمة من تمثل جبريل لمريم بنت عمران بشرا سويا؟

الجواب

الحمد لله.

أولًا :

يقول سبحانه:  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا  مريم/17 .

ومعناه : " فتشبه لها جبريل في صورة آدمي ، سوي الخلق ، معتدلة .

وإنما سمي جبريل صلى الله عليه وسلم روحًا، لأنه يأتي بما يحيا به العباد من الوحي، ولهذا سمي عيسى أيضًا روحًا، وسمي القرآن روحًا ".

انظر: "الهداية" لمكي (7/ 4510).

ثانيًا :

وإنما مثل لها في صورة الإنسان لتستأنس ؛ بكلامه ، ولا تنفر عنه ، ولو بدا لها في الصورة الملكية لنفرت ، ولم تقدر على استماع كلامه .

ودلّ على عفافها وورعها : أنها تعوّذت بالله من تلك الصورة الجميلة الفائقة الحسن ، وكان تمثيله على تلك الصفة ابتلاء لها ، وسبرا لعفتها.

انظر: "تفسير الرازي" (21/ 521)، "فتوح الغيب" (9/ 587).

على أن تمثل جبريل عليه السلام، في صورة البشر، لما خاطب مريم عليها السلام؛ ليس أمرا مستغربا ، ولا هو أمرا بديعا من أمر الملائكة، بل هذا من ضرورة خطابهم للبشر، وكلامهم لهم. ولهذا قال الله تعالى، في جواب المشركين، لما تعنتوا، وطلبوا أن يكون الرسول إليهم ملكا من الملائكة. قال الله تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) .

قال ابن كثير رحمه الله: " أي ولو أنزلنا مع الرسول البشري ملكاً، أي لو بعثنا إلى البشر رسولاً ملكياً، لكان على هيئة الرجل ليمكنهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه، ولو كان كذلك لا لتبس عليهم الأمر، كما هم يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة البشري، كقوله تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً فمن رحمته تعالى بخلقه، أنه يرسل إلى كل صنف من الخلائق رسلاً منهم، ليدعو بعضهم بعضاً، وليمكن بعضهم أن ينتفع ببعض، في المخاطبة والسؤال" انتهى  من "تفسير ابن كثير" (2/153).

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (96661) .

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب