الحمد لله.
موضوع كتاب العبوية
كتاب " العبودية " هو لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وموضوع الكتاب عن عبادة العبد لربه سبحانه وتعالى.
وعنوان الكتاب قد يختلط بمصطلح معاصر مشهور، وهو استرقاق الناس لبعضهم البعض كما حدث في عهد الحركات الاستعمارية في القرون المتأخرة من أسر المستعمرين للناس وبيعهم كعبيد. فهذا المصطلح لا يتناوله الكتاب.
قال الشيخ عبد الرحمن الباني رحمه الله تعالى في تقديمه لطبعة الكتاب:
" فإن الناس اليوم إذا ذكرت "العبودية" نفرت نفوسهم واشمأزت قلوبهم، وذلك لما ذاقوا من شرور "العبودية" التي عرفوها وألفوها، وأعني بها: عبودية الناس للناس، وخضوع بعضهم لبعض.
ولكن ابن تيمية في هذه الرسالة يحدثنا عن "العبودية" المحببة إلينا. تلك العبودية التي ترادف التحرر من الوثنيات أيا كان نوعها، والتي تخلصنا من الطواغيت المتكاثرة التي تريد أن تغتال جوهر إنسانيتنا.
تلك العبودية التي تقارنها الفضيلة والسعادة، والتي تردّ على الإنسان كرامته وترفع منزلته.
إنها عبوديتنا لله الذي خلق الإنسان من العدم، ونفخ فيه روحه وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته… " انتهى من "مقدمة رسالة العبودية" (ص 3).
العبودية لله عز وجل ترد على الإنسان كرامته وترفع منزلته
وهذا الكتاب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ وقد جاء جوابا على سؤال وجّه إليه، حيث جاء في مطلع الكتاب:
" أما بعد: فقد سئل شيخ الإسلام وعلم الأعلام، ناصر السنة وقامع البدعة: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله عن قوله عز وجل: ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) فما العبادة؟ وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها أم لا؟ وما حقيقة العبودية؟ وهل هي أعلى المقامات في الدنيا والآخرة، أم فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك.
فأجاب رحمه الله:
العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة. فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة... " انتهى من"العبودية" (ص 43 - 44 ).
فتحدث في كتابه هذا عن تعريف العبودية لله تعالى، وحقيقتها، وصورها وأنواعها، وشرف الاتصاف بها، وعِظم مقامها، ولزوم صفة العبودية للإنسان، فإن لم يصرفها لله تعالى، صرفها لغيره، ودور العبودية في سعادة العبد.
ثم ختم الكتاب ببيان أن دين الإسلام كله يقوم على أصل العبودية لله تعالى، وهو دعوة الرسل جميعا، حيث قال رحمه الله تعالى:
" وجماع الدّين أصلان: ألا نعبد إلّا الله، ولا نعبده إلّا بما شرع، لا نعبده بالبدع...
كما قال تعالى: ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )... " انتهى من"العبودية" (ص 148).
فالحاصل؛ أن هذا الكتاب من أنفع الكتب التي يحسن بالمسلم أن يطالعها.
والله أعلم.
تعليق