الحمد لله.
أولا:
ما يصيب المسلم من مرض، فيصبر ويحتسب، فإنه يؤجر عليه مهما كان المرض؛ لما روى البخاري (5641)، ومسلم (2573) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ .
النصب هو التعب . والوصب: هو الوجع اللازم ، فيدخل فيه المرض .
وروى البخاري (5660)، ومسلم (2571) عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ . قَالَ: فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ، فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَها.
ثانيا:
لا ينبغي لك أن تلوم والدك، فما أراد لك إلا الخير، ولا نرى أن تقاضي الحجام؛ فإن الغالب أنه لا أثر للحجامة فيما ذكرت، وقد أفادنا طبيب ممارس للحجامة، أن الحجامة يعالج بها من القولون، لا أنها تسبب القولون، وأنه لا صلة لها بما في داخل البطن من التهاب أو غيره؛ لأن الحجامة تتعلق بالجلد الخارجي، وهناك طبقات للبطن وراء ذلك، إلا أن يكون الإنسان مصابا بالفتق، فيمكن أن تضره الحجامة.
ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك.
والله أعلم.
تعليق