الحمد لله.
هذا الحديث رواه ابن ماجه (3336) قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، أَنَّ حَنَشَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقًا فَصَنَعَتْهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَغِيفًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟.
قَالَتْ: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفًا.
فَقَالَ: رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ.
وبنفس الإسناد رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (6 /36).
وفيه يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وهو متكلم فيه.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" يعقوب بن حميد بن كاسب المدني الحافظ، عن: إبراهيم بن سعد، ومعتمر.
وعنه: ابن ماجه، وابن أبي عاصم، والبخاري في الصلح: حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد. فهو هو، ولا يجوز أن يكون يعقوب بن محمد الزهري، ولا يعقوب الدورقي.
قال أبو حاتم: ضعيف. وقال غيره: صاحب مناكير. وقال البخاري: لم نر إلا خيرا، هو في الأصل صدوق" انتهى من "الكاشف" (2/393).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، نزيل مكة، وقد ينسب لجدّه: صدوق ربما وَهِم " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص607).
وقد حسّن البوصيري هذا الإسناد في "مصباح الزجاجة" (4/28).
ويعقوب بن حميد قد توبع:
حيث تابعه خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عند ابن أبي الدنيا في "الجوع" (ص 114)، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ.
وخالد وإن ضعّفه ابن المديني، فقد وثّقه غير واحد.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" خالد بن خداش:
قال أبو حاتم، وغيره: صدوق. وقال ابن المديني: ضعيف" انتهى من "المغني" (1/202).
وقد صحح الشيخ الألباني الحديث بهذه المتابعة، حيث قال رحمه الله تعالى:
" قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، غير ابن كاسب، قال الحافظ:
" صدوق ربما وهم ".
وقد تابعه ابن خداش كما رأيت، قال الحافظ:
"صدوق يخطىء".
وهو من شيوخ مسلم.
قلت: فالحديث بمجموع روايتهما عن ابن وهب صحيح، وهو بإسناد ابن أبي الدنيا على شرط مسلم " انتهى من "السلسلة الصحيحة" (5/632).
وتابعه أيضا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مِقْلَاصٍ، عند الطبراني في "المعجم الكبير" (25/87)، قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مِقْلَاصٍ، حدثنا أَبِي، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ. فذكر الخبر.
وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مِقْلَاصٍ، ثقة.
وأما والده عَبْد الْعَزِيزِ بْن مِقْلَاصٍ، فهو من كبار أصحاب ابن وهب.
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:
" أبو علي بن مقلاص، واسمه عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص، الخزاعي. وهو ابن ابنة سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص، مولاهم، من أكابر أصحاب ابن وهب أخذ عنه وعن الشافعي...
وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. وله ابن اسمه عمر...
قال ابن وضاح: لقيته بمصر، وكان كثير الرواية ضابطاً للحديث حافظاً له، نعم الشيخ ثقة " انتهى من "ترتيب المدارك" (4 /24–25).
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
" عبد العزيز بن عمران ابن ابنة سعيد بن أبي أيوب المصري.
روى عن: ابن وهب، والفريابي, روى عنه: أبي، وأبو زرعة. سئل أبي عنه فقال: مصري صدوق " انتهى من "الجرح والتعديل" (5/391).
وقد حسّن الشيخ شعيب الحديث بهذه المتابعة، في تحقيقة لـ "سنن ابن ماجه".
والحديث بتقدير صحته أو حسنه: ليس فيه النهي عن تصفية الدقيق من قشور الحب ونخالته، وإنما فيه بيان زهد النبي صلى الله عليه وسلم في مطعمه، ورقة عيشه صلى الله عليه وسلم، وتركه للترفه.
والله أعلم.
تعليق