الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

هل يشترط أن يكون الإمام واحدا وأن يكون هو الخطيب

السؤال


لقد عشت في الولايات المتحدة حوالي سبع سنوات وقد قضيت جميع تلك السنوات في لاس فيجاس. وفي كل جمعة كان يقدم الخطبة إمام مختلف. سؤالي هو في حي يبلغ تعداد سكانه 6000 نسمة وربما أكثر، فهل من المناسب أن يكون للمسجد إمام مختلف كل جمعة أم يجب على المسجد أن يوظف إماما ثابتا، خاصة إذا كان المسجد قادرا على توظيف إمام ثابت؟ إذا كان الإمام ثابتا فلن يحتاج المرء للذهاب إلى أماكن بعيدة من أجل الحصول على إجابات على ما يكون لديه من استفسارات. جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمة.

الجواب

الحمد لله.

1.          إذا كان المسجد يُمكن أن يقوم به إمام واحد وليس من المساجد الضخمة التي تحتاج إلى تعاون أكثر من إمام أو كان هناك شخص متفرّغ للإمامة وكانت لديكم القدرة المالية على سدّ حاجته أو وُجد من يتبرّع لأداء المهمة فإنّ تثبيت إمام واحد وخطيب للمسجد فيه فوائد عديدة منها :

أ.          الخطيب الثابت أقدر على التعرف على مشكلات الناس ، وبالتالي المشاركة في حلها ، وأن يكون مرجع أهل المسجد وقائدهم ، والناس إذا علموا برجوعه جمعة أخرى حثهم ذلك على طرح ما عندهم من مسائل ومشكلات .

ب.          ومن الفوائد كذلك التي تعود على الناس سماعهم لأشياء مفيدة يحتاج الكلام عليها إلى سلسلة من الخطب كتفسير سورة الفاتحة - مثلاً - أو علامات الساعة أو الغزوات أو تعليم الصلاة ، وهذه السلسلة لا يقوم بها في الغالب إلا إمام واحد بخلاف الخطباء متجددين .

ت.          ومنها : سماع الناس لأشياء جديدة في كل أسبوع ، فالخطيب الثابت لا يعيد المواضيع التي سبق وأن خطب عنها قريبا لئلا يملّ الناس ، بل يجدّد لهم الموضوعات في كل أسبوع ، بخلاف الخطباء المتغيرين ، فقد يسمع الناس منهم مواضيع متشابهة متكررة ، وهو ما يضيع عليهم وقتاً يمكن الاستفادة منه أكثر .

ث.          وكون الخطيب هو الإمام نفسه أحسن لأنّه تجتمع عنده الأمور ومشكلات أهل مسجده وقد يحدث في خلال الأسبوع من الحوادث لأهل الحيّ وجماعة المسجد ما يستدعي أن يعلّق عليه أو يتكلم حوله في خطبة الجمعة .

ج.          ومنها : موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده حيث كان هو الإمام والخطيب الثابت .

2.           وينبغي الانتباه البالغ والاهتمام الشديد بأن يكون الإمام مِن أهل السنة وعلى منهجهم في الاعتقاد ، وهو الذي ينفعكم في دينكم ، ومن عداه من أهل البدع فهو ضار بكم ، ومضلل لكم .

3.           ويضاف إلى كونه على عقيدة سليمة أن يكون صاحب علم تسمعون منه شيئاً نافعاً في الدروس والخطب .

4.           ولا مانع من تكوين لجنة فيها بعض طلبة العلم لاختيار إمام وخطيب ، فالناس إذا كان ميزانهم العاطفة لن يستطيعوا التمييز بين النافع والضار .

5.           هذا ، ولا يلزم أن يكون الإنسان موفّقا في الإمامة والخطابة معاً ، فكم من قارئ مشهور جاهل بأحكام الشرع ، وكم من خطيب مفوَّه لا يتقن أحكام سجود السهو ، وكم من طالب علم لا يحسن الخطابة ومواجهة الناس .

فإذا دعت الحاجة إلى أن يكون الإمام غير الخطيب فلا بأس بذلك وكذلك إذا كانت أحوال الجالية المسلمة لا تسمح بأن يتفرّغ شخص واحد للقيام بمهمات الإمامة والخطابة لظروف الدراسة والعمل فلا مانع من أن يتناوب مجموعة من المؤهلين فيهم على الإمامة والخطابة وأن يُعمل جدول دقيق لذلك حتى لا تضيع المسئوليات ويحدث فراغ يخلّ برسالة المسجد ، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للخير وصلى الله على نبينا محمد .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد