الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

زوجان يتشاجران كثيراً وتضربه فهل يطلقها ؟

82645

تاريخ النشر : 25-03-2007

المشاهدات : 96851

السؤال

أنا وزوجتي نتشاجر كثيراً ، وتضربني هي بكل قوتها، أحيانًا أكون أنا الغلطان وأحياناً هي، ماذا نفعل حيال هذا ؟ الحمد لله أنا أقوى فهي لا تؤذيني، ونحن زوجان سعيدان والحمد لله، آخر مرة ضربتني ، وهممت أن أضربها لكني الحمد لله لم أفعل ، وأنا لم أضربها منذ تزوجنا والحمد لله .

الجواب

الحمد لله.


لا ندري ما هي السعادة التي تعنيها أخي السائل ؟ ولا ندري كيف تلتقي سعادتكما مع كثرة التشاجر وضرب الزوجة لك ؟! .
ومما لا شك فيه أن ضرب المرأة لزوجها يدل على خراب هذا البيت وعدم صلاحيته لتربية الأولاد ؛ إذا كيف سيربي الوالد أولاده وهم يرونه يُضرب من قبَل أمهم؟! .
وعلى كل حال : إذا أردتَ صلاح بيتك ، وصلاح حال زوجتك : فلا بدَّ أن تعرف سبب لجوء زوجتك للعنف ، ولا بد من علاجها .
وقد ذكر المختصون أسباباً لعنف الزوجة ، ومنها :
1. أن يكون عنفها بسبب رد فعل منها تجاه عنف زوجها ، وهذا السبب غير موجود هنا – حسب سؤالك –.
2. أو بسبب طفولتها السيئة ، والتي قد تكون تعرضت فيها لعنف من والديها أو أحدهما أو من أحد إخوتها .
3. أو بسبب ضعف شخصية الزوج ، وهذا له أسباب كثيرة ؛ فقد يكون زوجها لا يعمل ، وتكون هي العاملة والمتحملة لمسئولية البيت ، فتدفعها شخصيتها المتحكمة للطغيان على شخصيته الضعيفة .
وقد تكون الزوجة جميلة ؛ فتدل عليه بجمالها ، وهي تعلم شدة تعلقه بها ، وقلة صبره عنها ، فتستغل ذلك لبسط سلطانها عليه وعلى بيته .
وقد تكون صاحبة جاه : من نسب وشرف ، أو قوة أسرة ، أو ما شابه ذلك ، ولا يكون هو كذلك ، فتستقوي عليه , وتستعلي عليه بما عندها ، لا سيما إذا واكب ذلك ضعف طبيعي في شخصية الرجل وقوامته في بيته .
4. وقد يكون عنف المرأة بسبب تأثيرات ما تقرؤه أو تشاهده أو من قصص العنف، أو حكايات النساء القويات ، أو يوسوس لها شيطانات الإنس بأن هذه الطريقة المناسبة لوقف الزوج عند حدِّه .

 فإذا عرفتَ السبب فلا بدَّ من معالجته بالحكمة واللطف ، وتذكيرها بعظيم حقك عليها ، وواجبها تجاهك ، وتذكرها بعقوبة التعدي عليك باللسان واليد ، وتنبيهها على أن فعلها سيسهم في فشل تربيتكم لأولادكم ، وقد تنعكس شخصيتها على بعض بناتها .
فإن لم تجدِ هذه الطريقة : فيجوز لك استعمال الشدة معها ، فإذا جرأها عليك حلمك عليها ، ولينك معها ، فلعل شدتك عليها ، وإغلاظك لها ، يردعها عن ذلك .
وأيا ما كانت هذه الشدة ، بالقول ، أو بالهجر ، أو بالضرب غير المبرح ، فهي كلها وسائل متاحة لتقويم عوج الزوجة ، وإظهار القوامة بمعناها الكامل ، والقِوامة تعني ظهور شخصيتك في البيت والإنفاق على البيت ، ولا حرج عليك من ضربها إن تعدَّت حدودها ، وأطالت لسانها ، أو مدت يدها لضربك .
والواقع أن استعلاء المرأة على زوجها ، وتخطيها لحق القوامة الواجب له ، هو من الشذوذ الذي يصيب بعض النساء ، وقبول الرجل لذلك هو ـ أيضا ـ نوع من الشذوذ الذي يصيب بعض الرجال ، فيتنازل عن جزء لا يتجزأ من رجولته وقوامته ، وهو وضع يجب تعديله وإصلاحه ، ولا يجوز الاستمرار عليه ، لا سيما إذا كان هناك أولاد يرون ذلك .
وانظر جواب السؤال رقم ( 41199 ) لتقف على تفاصيل حكم ضرب الزوجة .
ونسأل الله تعالى أن يهديها ويصلح بالها ، وأن يعينك على الصبر على أذاها ، وأن يوفقك لإصلاحها .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة