الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

ابنته ترفض الحجاب وتهدد بإيذاء نفسها

99965

تاريخ النشر : 19-06-2007

المشاهدات : 58637

السؤال

عمر ابنتي ١٤ سنة وكانت قد ارتدت الحجاب منذ سنتين والآن قامت بخلعه وهي تهددنا بإيذاء نفسها في حال أرغمناها على ارتدائه مع العلم أنني ملتزمة وأبوها كذلك وقد سلكت معها أسلوب الحوار والإقناع دون جدوى

الجواب

الحمد لله.


أولا :
نسأل الله تعالى أن يهدي ابنتك ، ويصلح حالها ، ويعيذها من شر نفسها ومن نزغات الشيطان ، ولا شك أن ما ذكرت من خلعها الحجاب ورفضها له ، من البلاء الكبير الذي يبتلى به المؤمن في ولده وفي أحب الناس إليه ؛ وهو بلاء يحتاج إلى صبر ، وحسن معالجة ، نسأل الله أن يعينكما على ذلك .
ثانيا :
يجب على الأب أن يأمر ابنته بالحجاب ، وأن يلزمها به في حال بلوغها ، وأن يمنعها من الخروج من البيت بدونه ؛ لأنه مسئول عن رعيته ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) التحريم/6 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .... وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) رواه البخاري (893) ومسلم (1829).
وعلى الأب أن يشدد في ذلك ، وأن لا يتهاون فيه ، لأنه أمر بواجب ، ومنع من معصية تتكرر بتكرر الخروج .
هذا هو الأصل الذي يجب العمل به ، لكن إذا كانت البنت تهدد بإيذاء نفسها في حال إرغامها على الحجاب ، أو منعها من الخروج بدونه ، وكان هذا التهديد حقيقيا ، بحيث يغلب على الظن أنها ستؤذي نفسها أذى بالغا ، أو تفكر في الهرب من البيت وترك الأسرة ، فحينئذ يكتفي الأبوان بالأمر والتوجيه والنصح ، مع إحسان المعاملة ، والترغيب في الصالحات ، وتقوية الإيمان ، وغرس محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في قلب الفتاة ، فلعل هذا يكون دافعا لها لارتداء الحجاب .
وينبغي إحاطة الفتاة ببعض الصديقات الصالحات ، فإن أثر الصداقة قد يكون أقوى من تأثير الوالدين ، كما ينبغي الاستعانة بمن يسدي لها النصح ، من قريب أو عالم أو داعية ، فقد تكون لديها شبهة ، أو غفلة عن خطورة التبرج وإثمه ، والحال أنها ستجمع بين منكرين عظيمين : عقوق الوالدين ، وترك الحجاب .
ثم إننا نوصيكم بالدعاء لها ، واختيار أوقات الإجابة ، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب