الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

الاستهزاء بالمبتدعة

تاريخ النشر : 22-08-2002

المشاهدات : 40183

السؤال

اعلم أن السخرية من السنة أو أي جزء من الإسلام يجعل المرء كافراً لكن ماذا لو سخر الإنسان من اعتقادات المبتدعة؟ مثلاً يسخر شخص من المرجئة قائلاً في وقت الصلاة تذكر أنه لا حاجة لك إلى الصلاة إنما هو قلبك " ولكنه يصلي فاهماً أنها نكتة توضح السخرية من المرجئة أعلم أن هذا اثم ولكن هل هذا كفر أكبر لأن النكتة تخص جزءاً من الإسلام رغم أنها موجهة نحو المبتدعة .

الجواب

الحمد لله.

الاستهزاء بأهل الكفر ـ في كفرهم ـ أو أهل البدع  ـ في بدعهم - مباح لأنهم لا حرمة لهم في حال معاصيهم وفسقهم الذي استحلوا به حرمة الله وحرمة الدين .

 على ألا يُخرج المزاح صاحبَه عن طور الرزانة والحق وألا يتخذها عادة وديدناً وألا يغلب هزله على جده ، وهذا الذي نحذر منه أصبح ديدن كثير من الناس .

وإذا كانت سخرية فلتكن من القول المخالف للسنَّة لا من المخالِف نفسه في هيئته ولباسه ومشيته وما شابه ذلك .

أما هل هي معصية ؟

الصحيح : أنها ليست كذلك بل هذا مما يجوز التندر به أو بمثله ، فكونها ليست كفراً مخرجاً من الملة من باب أولى ؛ لأنهم بتركهم الحق واتباعهم الباطل قد سخروا من حرمة الله تعالى .

وقد روى اللالكائي بأسانيده بعض الآثار عن بعض السلف في مثل هذا :          

- عن الأعمش عن إبراهيم قال : ليس لصاحب البدعة غيبة  .

- عن الحسن البصري قال : ثلاثة ليست لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته .

- عن هشام عن الحسن قال : ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة . 

- عن الحسن قال  : ليس لأهل البدع غيبة .

- عن كثير أبي سهل قال : يقال أهل الأهواء لا حرمة لهم .

" اعتقاد أهل السنة " ( 1 / 140 ) .

وهذا المثال الذي ذكره السائل وهو قوله عند القيام إلى الصلاة : ( تذكر أنه لا حاجة لك إلى الصلاة إنما هو قلبك ) هذا القول ليس كفراً لأن قائله لم يقصد الاستهزاء بالصلاة ، وإنما قصد الاستهزاء من هذا القول المخالف للشرع ، وبيان بطلانه .

والحاصل أن السخرية من أقول أهل البدع ليست حراماً ولا كفراً .

على أننا لا نحبِّذ أن يكون الإنكار على طوائف المبتدعة بالسخرية ، بل يناقشون بالتي هي أحسن ، وليكن همك أثناء النقاش هدايتهم إلى الطريق المستقيم وقد قال الله تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون : ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) طه / 44

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب