الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

يخشى على ولده من الفساد عند التحاقه بالمدرسة الثانوية

السؤال

لدى ابن يبلغ من العمر 10 سنوات ، وهو من المفترض التحاقه بالمدرسة الثانوية ؛ لكن النظام المدرسي يعانى الكثير من ضروب الفساد ، فهل من الأفضل أن يدرس بالمنزل ، على الرغم من أن مستوى التعليم ربما لا يكون مرتفعا ، أم علي أن أتركه يذهب للمدرسة الثانوية وأن يتعرض للفساد ؟

الجواب

الحمد لله.

إن ما ورد في السؤال هو إشكالية حقيقية ؛ إشكالية المحافظة على أفكار وعقائد الأبناء ، مع ما يلقونه في المناهج الدراسية من أفكار وعقائد ونظريات تخالف أصول دينه . والمحافظة على أخلاق الأبناء وآدابهم والتزامهم السلوكي ، على الرغم مما يتعرضون له في المدارس المختلطة مما ينافي ذلك كله ، إنها إشكالية المواجهة من الشبهات والشهوات في آن واحد !!

والذي يظهر هنا أنه يجب على ولي الأمر أن يختار لابنه أمثل المدارس وأبعدها عن تلك المفاسد ؛ وإذا كان من الصعوبة بمكان أن يجد خيرا خالصا ؛ فليبحث عن أكثرها خيرا ، وأقلها ضررا وشرا .

والواجب عليك تجاه ابنك أن تختار له مدرسة إسلامية غير مختلطة ، حتى ولو كلفك ذلك زيادة في النفقات الدراسية ، أو زيادة جهد في نقل ابنك إلى حيث توجد المدرسة ؛ بل ننصحك ، إذا لم يوجد في المدينة التي تسكن فيها مثل هذه المدارس ، أن تنتقل بأسرتك إلى مكان آخر يمكنك أن تجد لأبنائك مدرسة إسلامية مناسبة لدراستهم ، إذا كان ذلك ممكنا لك ، ولو كان في الأمر بعض المشقة والصعوبات .

فإذا لم تستطع ذلك ، وكان بإمكانك أن تعوضهم عن هذه المدارس ، بدراسة منزلية ، ولو بنقص يسير محتمل : فافعل ذلك ، اجعل حفاظك على دين أولادك وخلقهم هو المقدم على كل شيء .

فإن عجزت ، واضطر ابنك إلى هذه المدارس : فسوف يكون عليك عبء مضاعف في متابعة ابنك ، ومراعاة ، ومداواة أسباب الفساد التي يلقاها :

فَإِن تَنجُ مِنها تَنجُ مِن ذِي عَظيمَةٍ       وَإِلاّ فَإِنّي لا إِخالُكَ ناجِيا

على أننا نرى صعوبة فعلية في القيام بهذا الخيار ، واستمراره على ما ينبغي ، ولذلك ربما كانت الخيارات الأولى أكثر واقعية ومنطقية .

وينظر جواب السؤال رقم (127946) .

نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويعينك على ما حملك من أمر ذريتك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب