يعمل في بنك ربوي ويريد الخروج منه ولم يجد البديل

21-05-2007

السؤال 100229

أنا اشتغل في بنك ربوي مند سنوات وأنا متأكد أن العمل في البنك حرام بجميع المناصب. سؤالي منقسم إلى قسمين 1-على حد رأي عديد من العلماء يجب على الموظف أن يستمر في عمله ، وفي نفس الوقت يبحث عن بديل مع العلم أنني أعين أسرتي وأنا غير راض على هذا الوضع ماذا أفعل 2- أنا أقوم بالعديد من الأعمال الصالحة على الرغم من عملي في البنك كصيام الاثنين والخميس والإحسان إلى الأيتام وتجويد القرآن وأبحث دائما عن بديل ولم أجد لحد اليوم فإن توفاني الله على هذا الحال ، ربا وعمل صالح ، فكيف سأحاسب عند الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
العمل في البنوك الربوية ، لا شك في تحريمه ، لحرمة الربا وحرمة الإعانة عليه بأي وجه من الوجوه ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 26771 ) .
وعليه فيلزمك التوبة إلى الله تعالى ، والمسارعة إلى ترك هذا العمل قدر استطاعتك .
ولا نقول إنه يجب عليك الاستمرار في عملك حتى تجد البديل ، بل نقول عجل بتركه مع طلب البديل ، وثق بأن الله تعالى سيعوضك خيرا ، فإنه ما ترك إنسان شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه ) رواه أحمد ( 21996) ، وقال الألباني : سنده صحيح على شرط مسلم . لكن جدّ واجتهد في البحث ، وسل الله تعالى التوفيق والعون ، وكن على يقين بأن الله تعالى أكرم من أن يضيعك قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2-3
وفي مسند الإمام أحمد ( 205) من حديث عمر بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا )وصححه الألباني في الصحيحة ( 310) .
ثانيا :
إذا لقي الإنسان ربه بأعمال صالحة كصلاة وصيام وإحسان ، ولقيه بذنب الربا ، فإن كان قد تاب منه ، فإن سيئاته تبدل حسنات كما وعد الله تعالى في قوله : ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان/70
وإن لقيه مصرا على الربا غير تائب منه ، فهذا ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا ، وأمره إلى الله تعالى ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، كما قال سبحانه : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/102، وقال : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة/106
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
الربا
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب