هل يوقظ أهله لصلاة الفجر رغم إرهاقهم وتعبهم؟
هل يجوز أن أوقظ زوجتي لصلاة الفجر علما أنها ترضع ابنتها الصغيرة في الليل فتكون في بعض الأحيان مرهقة جداً ؟
الجواب
الحمد لله.
الصلاة أمرها عظيم ، وشأنها كبير ، وقد جاء الأمر بالمحافظة عليها في أوقاتها ،
والترغيب في ذلك ، والتحذير من التهاون فيه ، ما هو معلوم مشهور ، كقوله تعالى ، (
إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )
النساء/103
، وقوله : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا
لِلَّهِ قَانِتِينَ ) البقرة/238
، وقول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟
فَقَالَ : ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا )
رواه البخاري (527) ومسلم (85).
وينبغي الحذر من تضييعها وتأخيرها عن وقتها ؛ لقوله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا ) مريم/59
.
ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها إلا لعذر يبيح جمع الصلاتين تقديما أو تأخيرا ،
ومعلوم أن صلاة الفجر لا تجمع إلى شيء قبلها أو بعدها ، فيجب أداؤها في وقتها ،
مهما كان الإنسان مريضا أو متعبا ، ما دام عقله معه . فيصلي الصلاة قائما ، فإن لم
يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى جنب .
وعلى النائم أن يتخذ الأسباب التي تعينه على الاستيقاظ ، كعدم السهر ، وضبط المنبه
، والاستعانة بمن يوقظه .
والزوج مأمور برعاية أهله ، ووقايتهم من النار ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
التحريم/6 .
وعليه فينبغي أن تحرص على إيقاظ أهلك ، وتشجيعها وإعانتها على أمر الصلاة ، ولك أن
تؤخر إيقاظها إلى قرب آخر الوقت . ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والعون والسداد
والرشاد .
والله أعلم .