يدرس في الخارج ويخشى أن ينسى الصلاة فهل يجوز له الجمع
أنا طالب أدرس ببريطانيا ومدة الدراسة هي 5 سنوات هل يجوز لي أن أجمع بين صلاتي الظهر والعصر وصلاتي المغرب والعشاء طول فترة غربتي في بريطانيا تفاديا للنسيان أو عدم وجودي في المنزل ؟ مع العلم أنه لا يوجد لدينا أذان للتذكير بالصلاة ?
الجواب
الحمد لله.
لا يجوز الجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء لهذا الأمر الذي ذكرت ، وهو
خشية النسيان أو وجودك خارج المنزل ، فإن الصلاة أمرها عظيم ، وينبغي أن يكون قلب
المؤمن معلقا بها ، فكيف ينساها ؟! حتى لو لم يكن هناك أذان ، على أنه وجد من
الوسائل الحديثة ما يذكر بأوقات الصلاة ، كبعض أنواع الساعات ، والهواتف المحمولة ،
ولو قدّر أن نسي الإنسان صلاة ، فإنه يصليها إذا ذكرها ؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : ( مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا
إِلَّا ذَلِكَ ( وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ))
رواه البخاري (597) ومسلم (684).
ولا إشكال في دخول الصلاة عليك وأنت خارج المنزل ، فإن الصلاة تؤدى في كل مكان طاهر
؛ لقول النبي : ( وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ
مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ )
رواه البخاري (335) ومسلم (521).
فلا حرج أن تصلي في الحديقة أو فناء الجامعة ، أو في أي مكان طاهر .
وينبغي أن تكون عنايتك بالصلاة فوق كل عناية ، فإن الصلاة عمود الإسلام ، وأعظم
أركانه بعد الشهادتين ، وقد أمر الله بالحفاظ عليها ، وتوعد من تهاون في أدائها ،
قال سبحانه :
( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )
النساء/103 ، وقال : ( حَافِظُوا
عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )
البقرة/238
، وقال سبحانه : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )
مريم/59
.
قال ابن مسعود عن الغي : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم.
وقال تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ )
الماعون/ 4، 5
وقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل : أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟
فَقَالَ : ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا )
رواه البخاري (527) ومسلم (85).
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ
حَبِطَ عَمَلُهُ ) رواه البخاري (553).
وإذا كانت الدراسة في الخارج ستؤدي بك إلى تضييع الصلاة والتهاون فيها ، فلا خير في
هذه الدراسة ، بل شرط جواز الإقامة في الخارج أن يتمكن الإنسان من إظهار دينه ،
وهذا يعني تمسكه به في نفسه أولا .
نسأل الله أن يحفظ عليك دينك وإيمانك ، وأن يزيدك علما وهدى وتقى .
والله أعلم .