اهتدى حديثاً ويسخر منه أهله وأصدقاؤه ، فكيف يتصرف ؟
لقد كنت من المسرفين في الذنوب والمعاصي ، وكان أهون شيء عندي فعل المعصية ، كنت من المتعاطين للمخدرات ( الحشيش ، الحبوب الكبتاجون ، الخمر ) كنت ممن يزنون ، من الله عليَّ فتزوجت ، وقبل الزواج تبت من معصية الزنا ، ولله الحمد ، بقي معي تعاطي المخدرات ، وكان سببها الصحبة الفاسدة ، وفي يوم من الأيام توفي لي ابن عم يقربني سنّاً ، ولكن لم يتزوج ، ففكرت في حالي وأنه أصغر مني قد توفي ، وكنا في نفس المعصية تعاطي المخدرات ، فمنَّ الله عليَّ بالهداية ، وتركت كل شيء ، حتى الدش - يا شيخ - كسرته ، وتغيرت حياتي 180 درجة ، أصبحت : أتصدق ، أصلي ، أدعو للخير ، أوزع أشرطة ، كتيبات ، مطويات ، أحضر محاضرات ، آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر .
المشكلة :
واجهت كثيراً من الانتقادات ، أولها من الأهل - الوالدة والأخوات - بأنني متشدد ، متزمت ، يريدون أن يسمعوا الأغاني ، وينظروا إلى المسلسلات ، وإذا نصحتهم وقلت لهم هذه حرام ما يجوز يردون علي : " لماذا شرع الاستغفار ؟ إذا لا تريد تسمع أغاني وتتفرج على التلفزيون اطلع نحن نريد نتفرج ونسمع " ، ونفس المشكلة تحصل معي في العمل ، طلعت مرة ، ومرتين ، زوجتي تقعد معهم ، وإذا خرجت أخذتها معي ، ويطلبون مني أني أخليها تجلس معهم ، وأنا أرفض ، وزوجتي تستحي من الأهل ، وتخاف يصير مشاكل ، وإذا تركتها تجلس معهم تقوم تجلس بعيده عن التلفزيون تجلس لحالها
وأحيانا أسمع دعوة من الوالدة تقول : " ليت الله ما هداك ، آذيتنا !" أعوذ بالله
مشكلتي في العمل / أنا أعمل في القطاع العسكري ، أصحابي كلهم من الصحبة السيئة ، الملتزمون 3 فقط ، الملتحون 6 ، ممن يتغاضون عن أشياء كثيرة ، وأن هذا ليس من الدين في شيء ، والبقية منهم يشرب الحشيش ويستخدم المخدرات ، ومن يغازل النساء ، طبعاً الغالبية مدخنون .
يا شيخ
اتفقوا على الإساءة إليّ ، فلا أدخل في مجلس إلا يذكروني بالماضي ، ويستهزئون بالملتحين ، ويسبونهم ، وينعتونهم بـ " الكذابين " و " الإرهابيين " ، وأنا تصيبني الغيرة ، وأقول لهم : أنتم تسبون إخوانكم ، يعني : مسلمين ، ما يجوز ، حرام تستهزئون باللحية لأنها سنة .
يا شيخ
أساؤوا لسمعتي ، في أغلب المجالس يكثر الانتقادات على الملتحين ، ولا يذكرونهم بخير .
يا شيخ
أحس أني أجرمت في حق إخواني الملتزمين ، هل معنى هذا أن التزامي بالشريعة وإطلاق اللحية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان : أصبح جريمة لا بد أدفع ثمنها ، أو أصير منحرفا مثلهم ؟
يا شيخ
حتى مديري يقول : أنتم الملتحون حاطكم تحت المجهر ، والله أي غلطة ما أغفرها لكم .
عملت بعض الحلول :
أولاً : قدمت نقل من نفس الإدارة لإدارة أخرى ، ولكنها ستطول قليلاً .
ثانياً : كل من أساء الأدب بقول أو فعل قطعت علاقتي معه نهائيّاً ، وهذا حد من المشكلة كثيراً جدّاً ، ولكنه لا يعجبني ؛ فقد أصبح الناس تحذر من التعامل معي والخوف من أن يغلطوا عليَّ ، فأصبحوا ينفرون منِّي ، وينفِّرون الناس .
أرجو من فضيلتكم أن تجدوا لي الحل المناسب ؛ لأني والله تعبت نفسيّاً .
الجواب
الحمد لله.
أولاً:
هنيئا لك هذه التوبة ، يا عبد الله ، وهنيئا لك رجوعك إلى ربك ، وحمدا لله على
سلامتك من طريق الضلال والغواية ، ورجوعك إلى طريق الإنابة والهداية ، زادك الله
هدى ، وبرا وتقى ، وثبتك على صراطه المستقيم ، إلى أن تلقاه على خير ما يحب ويرضى
!!
واعلم أخي الفاضل أن الشيطان لن يستسلم بعد توبتك بسهولة ، ولن يدعك لحال سبيلك ؛
لأنك كنت من جنوده ، وخرجت من غير إذنه ولا رضاه ! فصرت من جنود الرحمن ، وكنت في
عصابة أوليائه ، وانتقلت إلى طائفة أعدائه ، فمنَّ الله عليك بالهداية ، وغظتَه
وكبتَّه ، فمن المنطقي أن يحاول ـ بكل الوسائل ـ أن يعود بك إلى سابق عهدك ، فعليك
بالمثابرة ، والثبات ، والصحبة الخيرة الصالحة التي تعينك على الحق .
ونسأل الله أن يتقبل منك غيرتك على الدين ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وحب
هداية الناس .
ثانياً:
اعلم أخي الفاضل أنه ينبغي النظر إلى قضيتك باعتبارين :
الأول : كونك تائباً مهتدياً .
والثاني : كونك داعياً إلى الله .
1. أما الاعتبار الأول :
فالوصية لك فيه : الصبر على الأذى ، والتحمل للسفاهة ، مع جواز استعمال الشدَّة إذا
لزم الأمر ، وذلك إذا تعلَّق الاستهزاء بالدين ، وقدرت على منعه وإيقافه .
والشيطان له جنود يرسلهم للكيد والمكر وصد الناس عن الدين ، وهؤلاء الجنود ليسوا من
الجن كلهم ، بل له جنود كذلك من الإنس ، وهم الذين يقومون بمهامه في صرف الناس عن
الطاعة ، ودفعهم لفعل المعاصي ، قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا
يَفْتَرُونَ ) الأنعام/ 112
.
وقد طمأنك ربك تعالى ، وبشرك بالثواب الجزيل يوم القيامة إن صبرت على أذى هؤلاء
السفهاء في الدنيا ، وذلك بالرفعة في الدرجات يوم القيامة ، وقد توعدهم ربنا تعالى
بالعقوبة البالغة إن هم ماتوا على سفهاتهم واستهزائهم بالمؤمنين .
قال تعالى : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ
مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
البقرة/ 212
.
وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا
يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى
أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ
لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ . فَالْيَوْمَ الَّذِينَ
آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . هَلْ
ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )
المطففين/ 29 – 36
.
قال ابن كثير – رحمه الله - :
يُخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين ، أي :
يستهزئون بهم ويحتقرونهم ، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم ، أي : محتقرين لهم
.
( وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ) أي : إذا انقلب ،
أي : رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم ، انقلبوا إليها فاكهين ، أي : مهما طلبوا
وجدوا ، ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم ، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحتقرونهم
ويحسدونهم .
( وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّون ) أي : لكونهم على غير
دينهم .
قال الله تعالى : ( وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين ) أي : وما بُعث هؤلاء
المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر من أعمالهم وأقوالهم ، ولا كلفوا بهم ،
فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم ، كما قال تعالى : ( قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا
وَلا تُكَلِّمُونِ . إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا
آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ .
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ
تَضْحَكُونَ . إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ
الْفَائِزُونَ ) المؤمنون/ 108 – 111
.
ولهذا قال هاهنا : ( فَالْيَوْمَ ) يعني : يوم القيامة .
( الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) أي : في مقابلة ما ضحك بهم
أولئك .
( عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ ) أي : إلى الله عز وجل ، في مقابلة من زعم فيهم
أنهم ضالون ، ليسوا بضالين ، بل هم من أولياء الله المقربين ، ينظرون إلى ربهم في
دار كرامته .
وقوله : ( هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ؟ أي : هل جوزي
الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقص أم لا ؟ يعني : قد
جوزوا أوفر الجزاء ، وأتمه ، وأكمله .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 353 ، 354 )
.
فاصبر أخي الفاضل واحتسب الأجر على سفاهة هؤلاء ، وداوم على تذكيرهم بحكم فعلهم ،
وأنهم إن تعرضوا للدين باستهزاء وسخرية فقد خرجوا من ملة الإسلام ، ولحقوا بإخوانهم
من الكفار والمجرمين ، الذين سبق ذكر حالهم في الآيات السابقة .
2. وأما الاعتبار الثاني :
فالوصية فيه أن تسلك الطرق المناسبة لعلاج هؤلاء المرضى ، فأنت بهذه الاعتبار لست
رجلاً عرف الطريق فسلكه ، بل أنت الآن داعية إلى الله ، تريد أن تعبر بهؤلاء بحر
الظلمات ليصلوا إلى بر الأمان والسلامة ، فالوصية لك أن تزيد من العلم الشرعي ،
والطاعات التي تقربك لخالقك عز وجل ، وأن تكون حكيماً في تبليغ رسالة رب العالمين
لهؤلاء المرضى ، والحكمة هي وضع الشيء في مكانه المناسب ، فالأصل في التعامل معهم
الرفق واللين ، ولا مانع من استعمال الشدة مع بعضهم إن رأيت أن ذلك يردعه .
قال الله تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ
فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) آل عمران/ 159
.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تجذب الناس إلى دين الله ، وترغبهم فيه ، مع ما
لصاحبه من المدح ، والثواب الخاص ، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس
عن الدين ، وتبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم ، والعقاب الخاص ، فهذا الرسول
المعصوم يقول الله له ما يقول ، فكيف بغيره ؟! .
أليس من أوجب الواجبات ، وأهم المهمات ، الاقتداء بأخلاقه الكريمة ، ومعاملة الناس
بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم ، من اللين ، وحسن الخلق ، والتأليف ، امتثالاً
لأمر الله ، وجذباً لعباد الله ، لدين الله .
ثم أَمَرَه الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه
وسلم ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله ، فيجمع بين العفو والإحسان .
" تفسير السعدي " ( ص 154 ) . وانظر : "
تفسير الطبري " ( 7 / 341 ) .
وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ
الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا :
السَّامُ عَلَيْكُمْ ! قَالَتْ عَائِشَةُ : فَفَهِمْتُهَا ، فَقُلْتُ :
وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ
تَسْمَعْ مَا قَالُوا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَدْ قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ .
رواه البخاري ( 5678 ) ومسلم ( 2165 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هذا مِن عظيم خلُقه صلى الله عليه وسلم ، وكمال حلمه ، وفيه : حث على الرفق ،
والصبر ، والحلم ، وملاطفة الناس ، ما لم تدع حاجة إلى المخاشنة .
" شرح النووي على مسلم " ( 14 / 145 ) .
وقال الشوكاني – رحمه الله - :
في الحديث استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين ، إذا لم يترتب عليهم مفسدة .
" نيل الأوطار " ( 8 / 146 ) .
ثالثاً:
وبخصوص أهلك :
عليك أن تصبر على أذاهم ، وتداوم النصح والتذكير ، ولا تيأس من ذلك ، واحرص أشد
الحرص على هدايتهم ، ونوِّع في الأساليب ، وتلطف معهم ، ولا ترخ الحبل لزوجتك إذا
كان في جلوسها مع أهلك معاصٍ أو منكرات ، إلا أن تكون تستطيع تغييرها ، ولا ينبغي
أن يدفعها خجلها منهم إلى أن تُغضب ربها بسماع أو مشاهدة المحرَّمات ، كما أن عليها
مسئولية كبيرة في الوقوف مع زوجها ، ونصرته ، وتثبيته على الهداية والطاعة .
ونأسف لقول والدتك تلك المقولة الشنيعة ، ولا ندري كيف قالتها ولعلها لا تعلم ما
فعله بعض أصحاب المخدرات مع أمهاتهم وأخواتهم ! ولا تدري ما فعلوه في إفساد الأسر ،
والمجتمعات ، ولا تدري كم تبذل الأسر من مال ووقت وجهد حتى يصلح الله ولداً من
أولادها يتعاطى المخدرات والمسكرات ؛ لما رأوه من الأذى والضرر والشر منه .
وبخصوص عملك :
فإن رأينا أنك أحسنت في طلبك النقل إلى مكان آخر خير منه ، وخاصة أنك في أول طريق
الهداية والتوبة ، وتحتاج لصحبة صالحة تدلك على الخير ، وتحثك على فعله ، وتحذرك من
الشر ، وتحثك على تركه .
ونعيد أن الأصل في التعامل هو الرفق واللين مع أهلك ، وزملاء العمل ، وغيرهم ، ولا
مانع من المخاشنة والشدة مع من يستحقها ، إن رأيت في ذلك مصلحة لكف لسانه عن الدين
والاستهزاء به .
والله أعلم