حكم التسمية ب (راما)
أحد الزملاء سمى ابنته راما ولما بحثت عن معناه عرفت أنه آلهة الهندوس ، كذلك قال لي إن معناه الشجاعة والفروسية في الإلياذة الهندية ، ولما أخبرته أنه يجب تغيير هذا الاسم لمعناه القبيح ، ولما فيه من تشبه بأعداء الله قال لي إنه اسم أحببته ولن أغيره ، ما توجيهكم ؟
الجواب
الحمد لله.
يحرم التسمي بأسماء الأصنام والآلة المعبودة من دون الله تعالى ، لما في ذلك من
تعظيم الكفر ، والتشبه بالكافرين .
وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/380) : " لا يجوز التسمي بأسماء الأصنام ،
مثل : مناف واللات والعزى ومناة ونحوها ؛ لما فيه من إظهار هذه الأصنام وتعظيمها
وإجلالها ، وهذا محرم " انتهى .
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : " ومن الأسماء المحرَّم على المسلمين
التَّسمَّي بها : التسمية بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله تعالى . ومنها :
اللات . العزى . مناة . إساف . هبل " انتهى بتصرف من "معجم المناهي اللفظية".
و "راما" اسم لإله الهندوس ، فلا يجوز التسمي به ، ويجب تغييره .
وقد جاء في "الموسوعة العربية العالمية" بعد ذكر القصيدة الملحمية رامايانا ، وما
فيها من تعظيم لراما وزوجته سيتا :
" ويُصور راما عبر معظم أحداث الرامايانا ملِكا بشريا . ولكن حسبما جاء في الإضافات
الأخيرة أصبح راما هو الإله فشنو في صورة إنسان . ونتيجة لذلك فإن الهندوس الآن
يعبدونه وملكته سيتا بوصفها إلهة " انتهى .
فعلى صاحبك أن يتقي الله تعالى ويحذر انتقامه ، وأن يعلم أن هذا الاسم فيه إساءة
لابنته ، وهو اسم لمذكر لا لمؤنث ، وفي الأسماء الكثيرة المحمودة غنية والحمد لله ،
والمؤمن لا يجري خلف ما يحب ويهوى ، وإنما يضبط أمره بالشرع ، قال تعالى : ( وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/36 .
وقال سبحانه : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65 .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .