أعطتهن المدرسة أوراقا للاستعداد للامتحان على ألا يخبرن الإدارة

23-02-2008

السؤال 114999

أنا فتاة عمري 13 سنة ، أعاني من الوسواس في أمور الدين والعقيدة . وفي اختبارات هذا الفصل الدراسي الذي انتهى سلمتنا معلمة من المعلمات أوراقا تخص المادة وقالت: ذاكروا من هذه الأوراق ولا تذاكروا من الكتاب ولا تخبروا أحدا عنها ، حتى الإدارة والطالبات اللاتي في الدفعات السابقة ولا تخبروا مركز الإشراف التربوي - الذي هو بجانب المدرسة - مشكلتي أن لدينا بنات في الفصل أشك أنهم غير مسلمات ، لأني قد سمعتهم يرددون أغنية فيها كلمات شركية ، وهناك فتاة أخرى أتذكر في السنة الماضية أنها قالت لي : هناك قناة أعلنت أنه في اليوم الفلاني ستحدث كارثة وكانت الفتاة خائفة ومصدقة بذلك وأنا أيضا صدقت . ولكن عندما تذكرت الآن علمت أن ذلك في علم الغيب ويجب ألا نصدق مثل هذا ، وهذه الفتاة في فصلي الآن وأنا أعتبرها غير مسلمة ، لذلك قلت لنفسي : لن أتستر عليهم وسأخبر الإدارة عن تلك الأوراق وفعلا أخبرت الإدارة وأخبروني أنه ليس لديهم مانع في ذلك ، ثم ظللت أتذكر كلام المعلمة ( لا تخبروا مركز الإشراف ) فقلت : إني يجب أن أخبر مركز الإشراف ، ولعدم استطاعتي قررت أني سأغيب عن هذا الاختبار وغبت وبعدها اتصلت أمي بالمدرسة وأخبرتهم عن سبب غيابي ، وأنا لا أظن أنهم أخبروا مركز الإشراف عن الأوراق ، والآن سأختبر في يوم السبت أي غدا اختبار هذه المادة وأرجو من الله ألا أختبرها غدا حتى يتسنى لكم أن ترسلوا لي الإجابة قبل موعد الاختبار فأنا لا أدري هل أختبر أم لا ؟ وإذا لم يعلم مركز الإشراف بذلك فهل علي شيء ؟ ولدي سؤال : هل علي أن أخبر عن أي فتاة رأيت عليها أنها تشرك بالله ، أخبر عن أي مخالفة تخالف نظام المدرسة ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
نشكرك على غيرتك وحرصك ، ونسأل الله تعالى لك المزيد من الصلاح والتوفيق .
ثانيا :
الواجب أن تحذري من الحكم على مسلم أو مسلمة بالكفر أو الشرك ، فإن هذا أمر عظيم ، ولا يصلح لكل أحد ، والتكفير له شروط وضوابط لا يحسنها إلا أهل العلم ، فلابد من التحقق من وقوع الكفر الأكبر المخرج من الملة ، ثم التحقق من توفر شروط التكفير في حق الشخص المعين ، وأنت لم تبيني الكلمات الشركية التي تضمنتها الأبيات ، فربما أخطأت في حكمك عليها ، كما أن الفتاة التي نقلت خبر القناة مصدقة له ، قد تكون جاهلة جهلا تعذر به . ولك في نفسك عبرة ، فإنك قد صدقت الخبر المنقول عن القناة أيضا ، ثم تبت من ذلك لما علمت أن هذا من الغيب ، وهكذا غيرك قد يكون جاهلا أو غافلا فإذا نبه تنبه ورجع .
والأصل أن من ثبت إسلامه بيقين ، لم يجز إخراجه منه إلا بيقين أيضا . والواجب عليك أن تبيني لزميلاتك ما ترينه من الشرك في الأبيات ، وأن تُحَذِّري من تصديق الكهان والمنجمين ، فهذا هو واجبك ودورك ، وأما أمر التكفير فمرجعه إلى أهل العلم .
وقد روى البخاري (6104) ومسلم (60) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ).
وروى البخاري (6045) ومسلم (61) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ ).
ثالثا :
لا حرج عليك في دخول الاختبار ، ولا تفوتي على نفسك فرصة الامتحان ، لما في ذلك من المفسدة والمضرة عليك .
رابعا :
إذا رأيت من تقع في مخالفة شرعية ، فإنك تقدمين لها النصح والتوجيه ، فإن لم يزل المنكر بذلك ، جاز لك الاستعانة بإدارة المدرسة لإزالته .
وقد ذكرت في مطلع سؤالك أنك تعانين من الوسواس ، فاحذري أن يقودك ذلك إلى تكفير أخواتك المسلمات بالشبهة والظن .
واعلمي أن علاج الوسوسة سهل ، وهو بالإكثار من الصالحات ، ومخالفة الوسوسة وعدم الالتفات إليها ، وانظر جواب السؤال رقم (39684) .
والنصيحة لك أن تحسني معاملتك مع زميلاتك ومدرساتك ، ولا يكون كل همك الإبلاغ عنهن في كل شيء تظنين أنه مخالفة ، وقد يكون ذلك الظن خطأ منك ، كما تبين لك بعد إخبارك إدارة المدرسة .
والله أعلم .





 
الأخلاق المذمومة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب