هل لآكل الربا حد شرعي يقام عليه في الدنيا؟
لعن الله آكل الربا ولعن الله شارب الخمر وغيرها ، إذا كان لشارب الخمر حكمٌ شرعيٌ ؛ فما حكم آكل الربا ؟
الجواب
الحمد لله.
إذا كنت تقصد بالحكم هنا العقوبة الدنيوية المحددة شرعا وهي التي تعرف بـ (الحد) ،
فإن حد شرب الخمر ثمانون جلدة أو أربعون ، على اختلاف بين العلماء .
وأما آكل الربا فليس له حد في الشرع , وإنما عقوبته التعزير , والتعزير عقوبة
يخولها الشرع للحاكم وفق ما يحقق مصلحة درء المفاسد لا وفق هواه .
وليس معنى أن أكل الربا ليس له حد في الشرع ، أنه أقل من شرب الخمر في الإثم ، بل
أكل الربا من السبع الموبقات ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وهو أعظم
تحريماً من شرب الخمر ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (دِرْهَمٌ
رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ
زَنْيَةً) رواه أحمد (21450) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1033) وقال
المنذري والهيثمي : رجاله رجال الصحيح .
وقال أيضاً : (الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ
أُمَّهُ) رواه ابن ماجه (2274) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه
، وقال المنذري : إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما .
(سبعون حوبا) أي : نوعا من الإثم ، والحديث يدل على أن الربا أشد من الزنا ،
والحديث الذي قبله يدل على أنه أشد من ست وثلاثين زنية .
والله أعلم .