إذا غادر البلد وعليه دين هل يتركه ليقوم التأمين بسداده؟
إذا استلمت قرضاً من البنك في بلد العمل ، وبدأت في تسديده ثم أنهي عملي ورجعت إلى بلدي ، وبقي القرض لم يسدد بكامله ، لكن البنك لم يطلب مني أية تسوية للمبلغ الباقي باعتبار أن التامين هو الذي يتولى دفع ذلك المبلغ الباقي ، فهل أنا خالص النية والذمة وأديت الأمانة ؟
الجواب
الحمد لله.
من أخذ قرضا من بنك أو غيره لزمه سداده ، وحرم عليه التهرب منه أو المماطلة في
أدائه ، سواء بقي في البلد أو سافر منها ؛ إذ لا تبرأ ذمته إلا بالسداد ؛ لقول
النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ )
رواه البخاري (2287) ومسلم (1564) .
والمطل : المماطلة ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ
حَتَّى تُؤَدِّيَهُ ) رواه أحمد (20156 )
، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند : حسن لغيره .
فالواجب سداد القرض ، إلا أن يكون القرض ربويا ، فيلزم سداد الأصل فقط دون الفائدة
، ويشرع التخلص من الفائدة بكل وسيلة لا تعود عليه بالضرر .
وأما التأمين : فإن كان تأمينا تعاونيا ، جاز الاستفادة منه بحسب اللوائح المنظمة
له ، فإن كان المتّبع فيه سداد الديون عمن ترك العمل وغادر البلد ، فلك الاستفادة
من ذلك ، وإلا لزمك سداد الدين بنفسك .
وإن كان التأمين تجاريا (وهو الذي تتعامل به شركات التأمين) ، فليس لك أن تستفيد
منه إلا بقدر ما دفعت له من أقساط ، وينظر : جوال السؤال رقم (39474)
.
والله أعلم .