حكم إرسالها رسائل دعوية للجنسين
ما هو حكم إرسال رسائل إلكترونية إصلاحية ذات طابع دعوي ، أي أنها تهدف إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استناداً إلى مراجع وكتب إسلامية بنية الإصلاح ، علماً أن هذه الرسائل تكون موجهة للجنسين أي ذكور وبنات فهل هناك مانع لذلك ؟ ، وهل تبادل مثل هذه الرسائل بين الشباب فيه نوع من الاختلاط ؟
الجواب
الحمد لله.
إرسال الرسائل الدعوية المشتملة على المواعظ والآداب والتوجيهات الإسلامية والأحكام
الشرعية ، من الأعمال العظيمة النافعة ، التي يعم بها الخير ، ويكثر فيها الأجر ،
مع سهولة العمل ويسره ، وهذا من فضل الله تعالى ومنته ، فإن الرسالة الواحدة يمكن
أن ترسل إلى آلاف الناس ، في دقائق معدودة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)
رواه مسلم (4831).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا
فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ )
رواه الترمذي (2657) وأبو داود (3660) وابن ماجه (230) وصححه الألباني في صحيح
الترمذي .
وقال : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً )
رواه البخاري (3461).
لكن يشترط التأكد من صحة ما ينشر ، والحذر من ترويج الباطل والمحدثات ، وينظر جواب
السؤال رقم (95218) .
وتبادل هذه الرسائل بين الجنسين ليس من الاختلاط ، لكن فيه تفصيل :
فإن كانت الرسائل توجه إلى من لا يعرفك من الرجال ، فلا حرج في ذلك ، وكذا لو كانت
لمن يعرفك من أهلك وأقاربك ، ولم يترتب عليها لقاء أو محادثات وعلاقات ، بل اقتصر
الأمر على إرسال هذه الرسائل الدعوية ، فلا حرج في ذلك .
وأما إن كانت هذه الرسائل ذريعة لاتصال الرجال بك ، أو مراسلتهم لك ، وإقامة
العلاقات معهم ، واللقاء بهم ، فهذا حينئذ باب إلى الفتنة والشر ، وهو من استدراج
الشيطان للإنسان وخداعه له ، فإنه يقدم له الشر في قالب الخير ، ويستدرجه بهذه
المقدمات التي يظنها إحسانا وصلاحا ، ليوقعه فيما يفر منه من الحب والتعلق وإقامة
العلاقات المحرمة ، فلتحذري من خطوات الشيطان ، ولتقتصري على إرسال الرسائل دون فتح
المجال للعلاقات وتبادل المراسلات أو المكالمات ، فإذا رأيت من نفسك ضعفا وتعلقا
بأحدهم فتوقفي عن مراسلته ، واحذري خداع نفسك ، فإن الله تعالى لا تخفى عليه خافية
.
نسأل الله لنا ولك والتوفيق والسداد .
والله أعلم .