التعليق على دعاء " الجوشن الكبير " عند الرافضة

26-07-2008

السؤال 120050

قرأت دعاء " الجوشن الكبير " ، وبصراحة : أريد أن أتأكد هل هو من أدعية الرافضة ؟ وما صحة الحديث الذي ورد في مقدمة الدعاء ؟ وهل يجوز الدعاء به ؟ .

الجواب

الحمد لله.


نعم ، هذا الدعاء وارد في كتب الرافضة المبنية على الجهل ، والكذب ، والخرافة ، وهو وارد عندهم في كتبهم بسند مختلق مكذوب - عَنِ السّجاد عن أبيه عَنْ جدّه عن النبيّ صلّى الله علَيهِ – ويزعمون أنه " قد هبط به جبريل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهُو في بعْضِ غزواته وَعَلَيْهِ جَوشن – أي : درع - ثقيل ، فقال : يا محمّد ، ربّك يقرئك السّلام ويقوُل لكَ : اخلع هذا الجوشَنْ ، واقرأ هذا الدّعاء ؛ فهو أمان لكَ ، ولأمّتك " .
وزعموا : أنه " مَنْ كتبه على كفنه : استحى الله أن يُعذّبه بالنّار ، ومَنْ دعا به بنيّة خالِصة في أوّل شهر رَمضان : رزقه الله تعالى ليلة القدر ، وَخلق له سَبعين ألف ملك يسبّحون الله ، وَيُقدّسونه ، وَجَعَلَ ثوابهم له ، وَمَن دعا به في شهر رمضان ثلاث مرّات : حرّم الله تعالى جَسده على النّار ، وأوجب له الجَنّة ، ووكّل الله تعالى به مَلَكين يحفظانه مِن المعاصي ، وَكانَ في أمان الله طول حَياته " .
وزعموا في آخر المطاف : " أنه قال الحُسين عليه السلام : أوصاني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام بحفظ هذا الدّعاء ، وتعظيمه ، وأن أكتبه على كفنه ، وأن أعلّمه أهلي ، وأحثّهم عليه ، وهُو ألف اسْم ، وفيه الاسم الأعظم " .
ونص أول الدعاء :
" اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا اَللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ يا كَريمُ يا مُقيمُ يا عَظيمُ يا قَديمُ يا عَليمُ يا حَليمُ يا حَكيمُ سُبْحانَكَ يا لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ .
يا سَيِّدَ السّاداتِ يا مُجيبَ الدَّعَواتِ يا رافِعَ الدَّرَجاتِ يا وَلِيَّ الْحَسَناتِ يا غافِرَ الْخَطيئاتِ يا مُعْطِيَ الْمَسْأَلاتِ يا قابِلَ التَّوْباتِ يا سامِعَ الاَْصْواتِ يا عالِمَ الْخَفِيّاتِ يا دافِعَ الْبَلِيّاتِ " .
ونص آخره :
" يا حَليماً لا يَعْجَلُ يا جَواداً لا يَبْخَلُ يا صادِقاً لا يُخْلِفُ يا وَهّاباً لا يَمَلُّ يا قاهِراً لا يُغْلَبُ يا عَظيماً لا يُوصَفُ يا عَدْلاً لا يَحيفُ يا غَنِيّاً لا يَفْتَقِرُ يا كَبيراً لا يَصْغُرُ يا حافِظاً لا يَغْفُلُ سُبْحانَكَ يا لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ " .
ولا يشك كل من شمَّ رائحة علم الحديث أن هذا الدعاء مختلق مكذوب على نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن ما فيه من فضائل فإنما هي من وضع الكذَّابين ، وليس هذا بغريب على الرافضة ، فهم أجهل الطوائف المنتسبة للإسلام وأكذبها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
فإنَّك لا تجد في طوائف أهل القبلة أعظم جهلا من الرافضة ، ولا أكثر حرصاً على الدنيا ، وقد تدبرتهم ، فوجدتهم لا يضيفون إلى الصحابة عيباً إلا وهم أعظم الناس اتصافا به ، والصحابة أبعد الناس عنه ، فهم أكذب الناس بلا ريب ، كمسيلمة الكذاب إذ قال " أنا نبي صادق ، ومحمد كذاب " ! ، ولهذا يصفون أنفسهم بالإيمان ، ويصفون الصحابة بالنفاق ، وهم أعظم الطوائف نفاقاً ، والصحابة أعظم الخلق إيماناً .
" منهاج السنة النبوية " ( 2 / 87 ) .
وهذا الدعاء المكذوب فهو أبعد ما يكون نسبةً لهذا الدين العظيم ، وفيما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وسنه من الأدعية والأذكار من الغنى والكفاية ما عجز المرء عن القيام به كله ، والوفاء بحقه .
ثم إن فيها من جوامع الكلم ، والنور ، والبهاء ، والبلاغة ، ما يُعرف أنه من دين الإسلام ، فهي بعيدة عن الطول ، والسجع المتكلف ، والفضائل المبالغ بها ، يعرف ذلك كل من وقف عليها ، وتأمل معانيها .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ .
رواه أبو داود ( 1482 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال بدر الدين العيني – رحمه الله - :
قوله : " يستحب الجوامع من الدعاء " أي : التي تجمعُ الأغراض الصالحة ، والمقاصد الصحيحة ، أو تجمعُ الثناء على اللّه تعالى ، وآداب المسألة . قوله : " ويدع ما سوى ذلك " أراد به : الأدعية المطولة ، والتي لا تجمعُ الأغراض الصحيحة . " شرح سنن أبي داود " للعيني ( 5 / 397 ، 398 ) .
وفي " عون المعبود " ( 4 / 249 ) :
أي : الجامعة لخير الدنيا والآخرة ، وهي ما كان لفظه قليلاً ، ومعناه كثيراً ، كما في قوله تعالى ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ، ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة .
انتهى

والله أعلم
 
الأحاديث الضعيفة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب