تقييم كتاب " مفاتيح الفرج "
ما رأيكم في كتاب " مفاتيح الفرج " وقراءة الأدعية الموجودة فيه ؟
الجواب
الحمد لله.
هذا الكتاب اسمه " مِن مفاتيح الفرج لترويح القلوب وتفريج الكروب "، وهو مِن الكتب
المعاصرة التي اشتهرت بين كثير من الناس ، ولها سوق رائجة في بعض البلدان .
وقد اطلعنا عليه فوجدنا في أصل الكتاب وركنه الكثير من المخالفات الشرعية :
أولا :
مؤلفه غير معروف ولا مشهور ، يُسمَّى في بعض الطبعات بـ " محمد عطية خميس ، وعبد
الوهاب ميت كيس "، وهذه أسماء غير معروفة بالعلم الشرعي والتحقيق ، ولا يكاد يعرف
عنها خبر ولا أثر ، بل لا يظهر اسم المؤلف في كثير من الطبعات ، وهذا كاف في الشك
في موضوع الكتاب وما فيه من أخبار .
ثانيا :
ركن الكتاب الأول هو التقول على الله بغير علم ، فقد ملأه بدعاوى أنَّ مَن قال كذا
حصل له كذا وكذا ، ومن قرأ الآيات الفلانية وقاه الله من جميع المصائب ، وهذا كله
من التقول على الله بغير علم ، إذ لا يجوز أن ينسب إلى كتاب الله إلا ما نسبه إليه
الشرع .
ثالثا :
ركن الكتاب الثاني هو الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ، بل التي لا أصل لها ولم يروها
أهل العلم في كتب السنة المعتمدة ، من ذلك مثلا :
( من قرأ في ليلة ثلاثا وثلاثين آية لم يضره في تلك الليلة سبع ضار ولا لص فاجر ،
وعوفي في نفسه وماله وأهله حتى يصبح ) أورده (ص/8)
( من قرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله ) أورده (ص/11)
( من قرأ في مصبح أو ممسى قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن إلى آخر السورة لم يمت في
ذلك اليوم ولا تلك الليلة ) أورده (ص/11)
رابعا :
ركن الكتاب الثالث هي الرؤى والمنامات ، وهذه لا يجوز أن تعتمد في الأحكام الشرعية
على أنها مصادر تشريع ، بل الانسياق وراءها ، وشغل الناس بها ، وتقديرهم للحق
والباطل ، والصواب والخطأ ، من أعظم أودية الباطل والضلال ، دع أن يأخذوا من ذلك
حكما شرعيا ، في عبادة أو عقيدة ، فهذا أولى بالضلال والعياذ بالله .
خامسا :
ركن الكتاب الخامس هو الابتداع في تحديد أعداد المرات التي تقرأ فيها الأذكار
والآيات ، فقال مثلا : تقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " (786) مرة وذلك لقضاء
الحوائج .
وفي (ص/20) قال : " من كانت له حاجة فليقرأ فاتحة الكتاب أربعين مرة بعد صلاة
المغرب حتى يتم القراءة ، وقبل أن يقوم من مقامه فإن حاجته تقضى لا محالة "
وأيضا قال : " من قرأ ( قل هو الله أحد ) (3626) مرة ، وهو على وضوء مستقبلا القبلة
، لم يكلم فيها أحدا قضى الله حاجته بالغة ما بلغت " انتهى.
سادسا :
فيه من العبارات التي تشتبه بعبارات الباطنية التي لا يُعرَف معناها ، ولا يشهد لها
شيء من الشريعة ، كقوله : أسألك بملوك بسم الله الرحمن الرحيم . أسألك بابتداء بسم
الله الرحمن الرحيم . أسألك بأسرار بسم الله الرحمن الرحيم . (ص/12)
وفي (ص/19): " اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون ".
سابعا :
يرجع إلى بعض كتب الخرافات ، أو السحر والكفر والشعوذة ، فينقل في (ص/14، 23) عن
البوني في : " شمس المعارف ". وينقل في (ص/70) عن أحمد البدوي، وعن أحمد زيني دحلان،
وغيرهم.
وابتداعات أخرى كثيرة لا تكاد تحصى في مثل هذا الجواب المختصر :
يقول الشيخ مشهور حسن سلمان :
" هذا الكتاب جمعه مؤلفه من مجموعة من كتب الأوراد الصوفية التي تحتوي على أباطيل
وأكاذيب وخرافات .
ففيه صلوات مبتدعة مثل : صلاة الحاجة لألف حاجة ، وصلاة دواء الشدة ، وصلاة الضائع
والآبق ، وصلاة جلال ، وصلاة الفاتح ، وصلاة الحبيب المحبوب ، والصلاة التفريجية ،
والصلاة المنجية...إلخ .
وفيه توسلات مبتدعة ، مثل: توسله بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبالأنبياء ، وبأهل
البيت ، وبالسيدة زينب .
وفيه أوراد مخترعة ، وتخصيص سور معينة بعدد معين بالشفاء ، وأنها منجيات بدون دليل
شرعي .
وفيه الشيء الكثير من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، والتي لا تصح نسبتها إليه ، مثل حديث : ( لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع
رأسه إلى العرش فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ) موضوع كما قال الذهبي وغيره .
وفيه ادعاءات مزعومة بأن جامع كذا وقبر كذا يستجاب عنده الدعاء ، مثل زعمه بأن جامع
عمرو بن العاص بالقاهرة من الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء ، وكذا قبر الإمام أحمد
الدردير بالقاهرة ، وقبر السيدة زينب " انتهى.
" كتب حذر منها العلماء " (2/211)
والله أعلم .