الحمد لله.
تسمية الأولاد بحسب الحوادث أو الأوقات التي ترافق ولادتهم لا حرج فيه ، فمن الناس من يسمي ابنته " مروة " أو " صفا " باعتبار بلوغ خبر حمل زوجته في الحرم المكي ، أو وهو على الصفا أو المروة ، ومنهم من يسمي ابنه " بدر " لموافقة ولادة ابنه لغزوة بدر ، ومنهم من يسمي ابنه " رمضان " أو " شعبان " لمجيئه في أحد هذين الشهرين ، وكل هذا لا حرج فيه ، لأنه لا يخالف الشرع .
ولا بأس كذلك أن يجعل الأب أسماء أولاده كلها تبدأ بحرف الميم ، أو حرف الألف ـ كما يفعل البعض ـ ، فالأمر في هذا واسع .
والمهم في كل هذه الاختيارات أن لا يكون لذلك علاقة بالكهانة ، أو اعتقاد آخر يخالف الشرع، فمن اعتقد أنه إن سمَّى ابنه أو ابنته بما ذكرناه آنفاً أنه سيجلب الحظ السعيد لولده ، أو أنه سيكون صاحب جاه أو مال : فإنه يُمنع من هذه التسمية ؛ لأن مثل هذا الاعتقاد ليس له أصل في الشرع ، إنما هو من تخريفات المشعوذين والكهنة .
وعليه : فإن تبين لكم حقيقة الأمر ، وأن أهل زوجك يعتقدون هذه الخرافات في التسمية : فلا توافقوهم على ما يريدون ، ولو أدى ذلك لغضبهم منكم ، لأن هذه العادات والتقاليد المخالفة للشرع لا بد من الوقوف في وجهها حتى يعدل الناس عنها .
وعليكم قبل ذلك أن تبينوا لهم برفق ولين خطأ ما يعتقدونه وما يريدون فعله ، وأن ذلك لا علاقة له بسعادة الولد .
فإن استجابوا فالحمد لله . وإلا ، فما أمامكم إلا مخالفتهم واختيار اسم حسن لولدكم .
وإذا كنتم أنتم العقلاء ستوافقونهم على ما يريدون: فمن سيقطع هذه السلسلة من الخرافات ، ويقضي عليها ؟
ونسأل الله تعالى لكم جميعاً الهداية إلى الصواب .
والله أعلم