هددها بالانتحار إن لم تتزوجه ، ثم يهددها الآن بإيذائها إن تزوجت غيره
أود أن أطرح لكم مشكلة و أرجو من الله أن يوفقكم لحلها :
فتاة كغيرها ممن في مثل سنها غاصت فيما يسمونه الحب الشريف ، وبدأت تتحدث مع الشباب وما إلى ذلك ..، المهم أن الشاب الذي تتحدث هي معه حاليا أحبها لدرجة العشق وأتى لخطبتها ، ولكن أهلها رفضوا لأنه يشرب المسكرات ويتعاطى المخدرات ، ولكنه يقول : إنه سيتوقف بمجرد زواجه منها .
وبعد أن رفضه أهلها عدة مرات حاول الانتحار أكثر من مرة ، لدرجة أن اتصلت أم هذا الشاب وأخبرتها بأنها ستتسبب في مقتل ابنها .
والفتاة حاليا لا تحبه..لأنها تصفه بالجنون ، وتقدم لها شاب آخر ووافقت عليه ، ولكن عندما سمع الأول أتاها ، وقال لها : إنه سيكف عن إيذاء نفسه ويؤذيها هي ، وهي تقول إنه يفعل أي شيء حتى لا تذهب لغيره .
سؤالي هو : ماذا عساها أن تفعل الآن ؟ هل تقبل بغيره ، أم ماذا ؟
وجزاكم الله عنا كل خيرا .
الجواب
الحمد لله.
أولا :
على هذه الفتاة أن تتوب إلى الله تعالى من تلك العلاقة المحرمة ، وأن تقطع
كل صلة بذلك الشاب ، ولا ينبغي لها ولا لأهلها أن يقبلوه زوجا لما ذكرت من شربه
المسكرات وتعاطيه المخدرات وإقدامه على الانتحار ، فهذا كله يدل على الفسق والفجور
وضعف الديانة ، ولو كان صادقا في عزمه على الترك ، لتركها من الآن .
كما لا ينبغي للفتاة أن تلتفت لقضية انتحاره أو إيذاء نفسه ، فهذا أمر لا يعنيها ،
ولا تحاسب عليه .
ثانيا :
إذا خطبها من يُرضى دينه وخلقه فلتقبل به ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا
خَطَبَ إِلَيكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فزوِّجُوه إِلَّا تَفْعلُوا
تكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسادٌ عَرِيضٌ ) رواه الترمذي ( 1084 ) من حديث أبي
هريرة ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وعليها أن تخبر أهلها بتهديد ذلك الشاب ليقفوا في وجهه ويحولوا بينه وبين إلحاق
الأذى بها ، وننصحها أن تختار من أهلها وأقربائها ذوي الشكيمة ، أو من يظهر منهم
البأس والشدة ، ليتعرضوا له ويعلموه أنهم يترصدونه ، وأن يهددوه إذا فكر
في التعرض لها ؛ فمثل هذا يحتاج إلى من يؤدبه ويردعه . وبإمكانها أن تبلغ عنه
السلطات إن كان ذلك ممكنا في بلدكم ؛ فإما أن يتخذوا معه إجراء ملائما ، أو على
الأقل أن يأخذوا عليه تعهدا بعدم التعرض لها .
نسأل الله أن يصرف عنا وعن سائر المسلمين المحن والفتن ، ما ظهر منها وما بطن .
والله أعلم .