الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يأجرك على مصيبتك ، وأن يكتب لك ولزوجتك الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ثم نبشرك بما جاءَ عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال : (إِذَا ماتَ ولدُ العَبْدِ ، قالَ اللهُ لمَلَائِكَتِهِ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . فَيَقُولُ: قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . فَيَقُولُ : مَاْذَا قالَ عَبْدِيْ ؟ فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . فَيَقُولُ اللّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِيْ بَيْتًا فِيْ الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بيتَ الحَمْدِ)رواه الترمذي (1021) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
والجنين إذا مات بعد نفخ الروح فيه ، وذلك بعد تمام أربعة أشهر من بداية الحمل ، فهو إنسان ، وسيبعث يوم القيامة ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن السقط يشفع في أمه يوم القيامة .
فعن مُعاذِ بنِ جبلٍ رضيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم قالَ : (وَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَىْ الجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ) رواه ابن ماجه (1609) وقد اختلف العلماء في صحة هذا الحديث ، فضعفه النووي في "الخلاصة" (2/1066) ، والعراقي في "مغني الأسفار" (1/373) ، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" . ومحققو مسند أحمد ، وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/57) ، وصححه الألباني في "أحكام الجنائز" (ص/39) .
والسَّرَرُ : ما تقطعه القابلة من السرة . كما في " النهاية في غريب الحديث " (3/99) .
وفي الباب أحاديث أخرى ضعيفة أو موضوعة ، منها ما في " تذكرة الموضوعات " (227) حديث لا أصل له فيه : (السقط يثقل الله به الميزان ، ويكون شافعا لأبويه يوم القيامة) .
على أن الولد الذي يموت في الشهر التاسع ويسقط من بطن أمه أقرب إلى كونه ولدا من كونه سقطا ، لأنه نزل لتمام أشهر حمله ، وقد جاء في "الموسوعة الفقهية" (25/80) في تعريف السقط : "السقط لغة : الولد ذكرا كان أو أنثى يسقط قبل تمامه وهو مستبين الخلق" انتهى .
وقد نص بعض العلماء على أن السقط يشفع في أبويه يوم القيامة .
قال النووي رحمهُ الله :
"موتُ الواحدِ من الأولادِ حجابٌ منَ النار ، وكذا السقطُ" انتهى .
"المجموع" (5/287) . وانظر : " حاشية ابن عابدين " (2/228) .
فنرجو أن ولدك هذا ممن تشمله أحاديث شفاعة الأولاد لآبائهم .
والله أعلم .