ندم على معروف صنعه مع أخواته
توفي والدي وترك لي 8 شقيقات وأخاً عمره وقتها 7 سنوات ، ولم يترك لنا إلا منزلاً فقط ولا أي شيء آخر ، وكنت قد تخرجت لتوي من الجامعة وعمري 22 سنة وقتها فعملت بمفردي في مطعم والدي الذي كان مستأجره حتى ساعدت كل الأسرة على الحياة الكريمة ، ثم طالبني صاحب المطعم على الخروج منه وأعطاني مبلغاً من المال لأدبر مكاناً آخر فأخذت المبلغ وصرفته على ترميم وصيانة وتجديد منزل أبي (منزل العائلة) ، وذلك والله لرفع مكانة شقيقاتي الاجتماعية بين وسطهن ، وبالفعل تم ذلك مما سهل لهن الارتباط بأزواج ذوي مكانة اجتماعية أفضل والحمد لله تزوجن .
والآن يطالبوني بهذه النقود ويقولون لي : من الذي طلب منك صيانة وترميم المنزل؟ مع أنني والله العظيم لم آخذ أي شيء لي ، وأحسست بالندم على كل دقيقة أضعتها من عمري لأجلهن ، وكانوا هم السبب في تأخري في الزواج ، فهل علي إثم فيما فعلته؟ وهل علي ترجيع المبلغ لهم؟ مع العلم أننا قمنا ببيع هذا البيت وكان سعره مرتفعاً بسبب ما قمت به من أعمال ترميم وصيانة ، أتوسل إليكم أن تجيبوني.
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
لا ينبغي للمسلم أن يفعل الخير محتسباً ثوابه عند الله تعالى ثم يندم عليه ، فإن
الندم يكون على شيء سيء فعله الإنسان ، أما محاسن الأخلاق ، وصلة الرحم ، ورعاية
الأخوات والأقارب فهي أعمال صالحة تبقى لصاحبها يوم القيامة ذخراً عند الله تعالى
فلا ينبغي الندم عليها .
والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
ثانياً :
أما المبلغ الذي دفعه لك صاحب المطعم وأنفقته كله في ترميم المنزل ، فإن كان المنزل
محتاجاً إلى هذا الترميم ، فقد تصرفت لمصلحة الجميع ، وفي هذه الحالة ليس لأحد أن
يطالبك بالمال مرة أخرى .
ثم إنك ذكرت أن البيت قد بيع وارتفع ثمنه بسبب هذا الترميم الذي فعلته ، فإن كان
ثمن البيت قد تم تقسيمه على الورثة بالعدل ، حسب القسمة الشرعية ، فقد وصل لكل واحد
منهم نصيبه وحقه ، وليس له حق سوى ذلك .
وينبغي أن تحرص على إزالة أسباب الخلاف والخصام بينك وبين أخوتك ، وذلك بالتفاهم
معهن ، وبيان أنك تصرفت لمصلحتهن ، وكل واحدة منهن قد أخذت حقها .
ولا يحملك ما تراه منهن أن يصل بك الأمر إلى القطيعة معهن ، فإن قطع الرحم من كبائر
الذنوب ، وشأنها عند الله عظيم .
ونسأل الله تعالى أن يصلح بينكم .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (93506)
.
والله أعلم