الحمد لله.
أولاً:
نسأل الله أن يجزيكم خيراً على حرصكم على تعلم العلم الشرعي ، ونسأله تعالى أن يوفقكم لتحصيله .
ثانياً :
بخصوص إدخال القنوات الإسلامية للبيت : فإننا نرى أن هناك قنوات موثوقة تشجع على الحث على مشاهدتها ، والاستفادة منها ، ونذكر في هذا الخصوص :
" قناة الشيخ العثيمين " ، " قناة المجد العلمية " ، " قناة الحكمة " ، " قناة صفا " ، وغيرها مما يظهر فيها دعاة أهل السنَّة ، وتخلو – في الوقت ذاته – من المخالفات الشرعية ، فلا تظهرفيها النساء ، ولا يُسمع منها صوت معازف ، ولا ضرب بالدف .
والذي نعلمه عن " الريسيفر " المشار إليه في السؤال أنه ينتقي القنوات الإسلامية فقط ، الملتزمة بالضوابط الشرعية ، وإن كان لنا ملاحظة على اختياراته : فهي على قناة ، أو قناتين فقط .
ولا شك أن طلب العلم عن طريق تلك القنوات ، والالتزام بسلسلة برامجها العلمية فيه نفع كبير لمن حرص عليها ، وبذل لها جهداً .
وفي اعتقادنا أن طلب العلم ، والاستفادة منها أكثر بكثير من الأشرطة ، وفي كلٍّ خيرٌ ، لمن أحسن الاستفادة منهما .
وانظر جواب السؤال رقم : (41784) .
ثالثاً :
أما بخصوص ترددك من حيث الحكم الشرعي : فإننا نشكر لك تقديرك لعلمائنا الكبار ، وفي الوقت نفسه نطمئنك أن ما ننصحك به : لا يخالف شرع الله تعالى ، ولا فتاوى أولئك العلماء الأجلاء ، وبيان ذلك من وجوه :
1. أن هؤلاء المشايخ الأجلاء قد أباحوا ، وشجع بعضهم خروج من عنده القدرة على الظهور في التلفاز المحلي ، والقنوات الفضائية الإسلامية لا تقارن بالمحطات المحلية ، فهي أولى بأن يوافق عليها أولئك المشايخ الكبار لو تيسر لهم إدراكها .
قال الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله :
"وفتوى مشايخنا ، كالشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ عبد الله بن جبرين : على إباحة خروج الدعاة في التلفاز المحلي ، بل وحث بعضهم على ذلك ، كما استفتيتهم ، ووقفت على جوابهم بنفسي ، من خلال سؤالهم ، واستفتائهم " .
من " لقاء شبكة الفجر مع فضيلته " .
http://www.saaid.net/leqa/12.htm
2. تشديد بعض أولئك العلماء – كالشيخ العثيمين رحمه الله – على المنع من إدخال القنوات الفضائية لبيوت المسلمين : إنما كان ذلك وقت عدم وجود قناة إسلامية واحدة في عالم الفضائيات ، وكان معهم كل الحق في التشديد على المنع ؛ لما في تلك القنوات الخبيثة من أثر سيئ على المشاهدين لها .
وأما مع تغير الحال ، ومع كثرة القنوات الإسلامية والتي تصدع بالحق ، وتجهر باعتقاد أهل السنَّة والجماعة : فإنه من الطبيعي أن تتغير الفتوى تبعاً لتغير الحال ، وقد تمنَّى الشيخ العثيمين رحمه الله وجود قناة فضائية إسلامية في عالم الفضائيات ، تعلِّم الناس دينهم ، وتحذرهم من الشرك ، والمعاصي ، وقد حقق الله أمنية الشيخ في باقة طيبة عطرة من القنوات الإسلامية ، وليس بقناة واحدة .
قال الشيخ محمد بن صالح العثمين رحمه الله :
"الذي أرى : أن يوجد قناة إسلامية يتكلم بها علماء راسخون في العلم , أهل عقيدة سليمة , ويبينون الحق ، دون مهاترات ، أو منازعات ، أو سبٍّ للآخرين : فهذه إذا وُجدت : نفع الله بها , وأرجو الله عز وجل أن يحقق هذا ؛ لأن بقاء الناس لا يشاهدون إلا ما ينشر في هذه الفضائيات المدمرة : ضرر عظيم , لكن إذا وجدت قناة إسلامية يتكلم فيها علماء راسخون في العلم ، أقوياء في بيان الحق : فلكل سلعة مشترٍ , أهل الباطل يذهبون للباطل , وأهل الخير يذهبون إلى الخير .
وإذا كانت القناة الإسلامية هذه مشيقة في العرض ، في طرح المسائل ، وفي الإجابة عن الإشكالات : سوف ينصرف إليها أناس كثيرون ، حتى ممن لا يريدون هذا , فأسأل الله أن يحقق هذا عن قريب ، حتى يشتغل الناس به عن مشاهدة القنوات الفضائية الفاسدة المفسدة" انتهى .
"لقاء الباب المفتوح" (211/1) .
رابعاً :
إذا تيسر لك إحضار تلك القنوات لبيتك : فإننا نوصيك بترتيب أوقاتكم لتتناسب مع البرامج العلمية النافعة فيها ، فتمتنعون عن الخروج من المنزل ، أو استقبال أحد ، في وقت برنامج علمي يستحق المتابعة ، وهكذا تصنعون لأنفسكم برنامجاً متكاملاً في اليوم والليلة ليتم الاستفادة من كل اليوم فيما ينفعكم عند ربكم تعالى ، والحصول على برامج القنوات ، ومعرفة النافع منها : سهل متيسر ، ويمكن الاستعانة بمن سبقكم في المتابعة ، أو بالدخول على مواقع القنوات في " الإنترنت " .
ونسأل الله أن ييسر أمركم ، ويوفقكم لما فيه رضاه .
والله أعلم