الحمد لله.
أولاً :
إذا كان واقع أخيك كما تنقله عنه من أنه كلما تقدَّم لفتاة رفضته ، ودون إبداء الأسباب فالنصيحة له أن يصلح ما بينه وبين الله تعالى .
ومن أصلح ما بينه وبين الله : أصلح الله ما بينه وبين الناس .
ثانياً :
من حيث إصراره على التزوج بتلك المرأة القريبة من الإسلام على حد زعمه : فإن هناك أموراً يجدر التنبيه عليها :
1. أن التزوج بالنصرانية جائز من حيث الأصل ، إن كانت عفيفة .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"يجوز للمسلم أن يتزوج كتابية - يهودية أو نصرانية - إذا كانت محصنة ، وهي الحرة العفيفة ؛ لقوله تعالى: ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وطَعَام ... ) ......
وترك الزواج بها أولى وأحوط للمؤمن ؛ لئلا تجره وذريته إلى دينها" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 18 / 314 , 315 ) .
وانظر الشروط الواجب توفرها في الكتابية حتى يحل نكاحها في جواب السؤال رقم : (95572) .
وأما عواقب الزواج من كتابيات : فكثيرة ، وقد ذكرنا طرفاً منها في أجوبة الأسئلة : (12283) و (20227) و (44695) .
2. قد يكون تزوج أخيك بتلك المرأة خيراً له ، ولها ، ولكم .
أما له : فلأن إصراره على التزوج بها قد يجعله يقع معها في الفاحشة إن لم يتزوجها .
وأما لها : فقد يكون الأمر كما يقول ، ويكون ذلك سببا لدخولها في الإسلام .
وأما لكم : فحتى لا تفقدوا أخاكم بإجباره على الزواج ممن يكره ، أو تعارضوه في الزواج ممن يرغب ، فتحصل بينكم القطيعة .
3. أنتم تبحثون له عن زوجة بمواصفات لا يرغب هو فيها ، وهو يرى أن هذا "عقلية منغلقة" ، فلا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن شيء هو غير مقتنع به ، والمهم الآن هو أن يعف نفسه من الوقوع في الحرام ، وقد يكون سبباً في إسلامها ، فلم لا تجعلونه يخوض التجربة وأنتم قريبون منه ، فقد يحتاج إليكم عندما يرى الأمر بخلاف ما تصور ، ويحصل منه الاقتناع برأيكم واختياركم ، وقد يكون زواجه منها موفقاً ، ويبارك الله لهم فيه ، ويكون سبباً لهدايتها إلى الإسلام ، واستقامتهما معاً ، وهذا ما نرجوه ، ونسأل الله تعالى أن يهديهما لما فيه خيرهما وسعادتهما في الدنيا والآخرة .
والنصيحة لكم : التلطف في منعه من التزوج بتلك المرأة ، مع تبيين المفاسد من ذلك ، ومحاولة إقناعه من غير طريقكم ، واجعلوا ذلك من طريق من يثق هو به ، وإن أصرَّ على الزواج بها : فقفوا معه ، وآزروه ، ولا تخسروه ، فهو أحوج ما يكون للنصح ، والتذكير حينئذ .
والله أعلم