الإسلام سؤال وجواب

صفات الصديق الصالح

29-09-2009

السؤال 138390

ما هي صفات الصديق الصالح؟

ملخص الجواب:

صفات الصديق الصالح:

الجواب

الحمد لله.

من هو الصديق الصالح؟

الصديق الصالح هو العبد الصالح، المطيع لربه، الملتزم بأوامر دينه، الحريص على مرضاة الله، المسارع بالإيمان إلى كل خير، المنصرف بالتقوى عن كل شر، المحب للسنة وأهلها، الموالي في الله، المعادي في الله، المبغض للعصيان وأهله، التقي النقي، البر الخفي، الذي لا غل في قلبه ولا حسد.

صفات الصديق الصالح

قال النووي رحمه الله:

" صَرِيح فِي تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض، وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه "

قال ابن مازن: "المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ".

وقال الفضيل بن عياض: " الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان ""آداب العشرة" (ص 1-3).

وقد قال أبو الفيض بن إبراهيم المصري: " عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير، ويذكرك مولاك". "آداب العشرة" (ص 3)

وقد روى أحمد (12709) وأبو داود (4812) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَتْ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، قَدْ كَفَوْنَا الْمَئُونَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ.

فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلَّا؛ مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ بِهِ، وَدَعَوْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ صححه الألباني في "صحيح أبي داود.

قال أبو زائدة: " كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد، فإذا قدم أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر ؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف. ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه: إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ ". "آداب العشرة" (ص 7).

وقد روى مسلم (2567) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ.

وروى أحمد (21525) عن مُعَاذ بْن جَبَلٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ. صححه الألباني في "صحيح الترغيب".

وقد كان يقال: " لا تصحب إلا من إن صحبته زانك، وإن حملت مؤونة أعانك، وإن رأى منك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن تعففت عنه ابتداك، وإن عاتبك لم يحرمك، وإن تباعدت عنه لم يرفضك ". "تاريخ دمشق" (68/ 236).

وقال أبو عبد الرحمن السلمي:

" الصحبة مع الإخوان بدوام البشر وبذل المعروف ونشر المحاسن وستر القبائح واستكثار قليل برهم واستصغار ما منك إليهم وتعهدهم بالنفس والمال ومجانبة الحقد والحسد والبغى والأذى وما يكرهون من جميع الوجوه، وترك ما يعتذر منه " انتهى. "آداب الصحبة" (ص 120).

قال أبو صالح: "المؤمن يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق يعاشرك بالممادحة، ويدلك على ما تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين ". "آداب الصحبة" (ص 55).

وعن محمد بن المنكدر قال: " لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان ". "تاريخ دمشق" (56/ 53).

وبالجملة: فالصديق الصالح هو الخليل المعين على كل خير، ذو الخلق الحسن، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، المحافظ على حق الصحبة في الغيب والشهادة، مراعيها حق رعايتها  بالقول والفعل، والذي لا يفعل ذلك إلا لله، يرجو به عقبى الله.

ننصح بمراجعة الأجوبة التالية لفهم شامل: (461075، 171518، 491457، 218317، 52768، 111977، 240236، 93519، 106447، 106441).

والله أعلم.

الأخوة الإسلامية
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب