الحمد لله.
أولاً : العسل من الأطعمة التي جعل الله فيها شفاءً للناس من كثير من الأمراض ، وامتن الله بذلك على عباده فقال : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
والتداوي بالعسل لا يقتصر على طريقة دون أخرى ، بل يستعمل بأي طريقة تُثبت الأبحاث أو التجارب نفعه بها ، وسواء كان ذلك عن طريق الأكل ، أو الشرب ، أو الدهن بأن يُطلَى به موضع المرض .
قال ابن القيم : " هو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ... فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ، ولا مثله ، ولا قريباً منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه " . انتهى "زاد المعاد" (4/30) .
وقال السيوطي : " أخرج حميد بن زنجويه عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان لا يشكو قرحة ، ولا شيئاً إلا جعل عليه عسلاً ، حتى الدُّمَّل إذا كان به طلاه عسلاً .
فقلنا له : تداوي الدُّمَّل بالعسل ؟
فقال : أليس يقول الله : (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) ". انتهى من "الدر المنثور" (5 / 145) .
ثانياً : إذا ثبت أن استعمال العسل داخل الرحم يفيد في علاج بعض الأمراض ، فلا حرج من استعماله ، وليس في ذلك امتهان له ؛ لأنه من باب التداوي ، وليس في النصوص الشرعية ما يمنع من ذلك .
قال الشيخ ابن باز : " ولا مانع من التداوي بالبيض والحنطة وغيرهما من الأطعمة ; لأن الشيء المباح الذي فيه منفعة لا مانع من التداوي به ; لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله ، تداووا ، ولا تداووا بحرام ) ". انتهى" مجموع فتاوى ابن باز" (10/177) .
ومن المعلوم أن استعمال العسل في الرحم لا يعرضه للنجاسة ؛ لأن الرحم ليس محلا للنجاسة ، وقد سبق في جواب السؤال (50404) بيان أن الإفرازات التي تخرج من رحم المرأة طاهرة .
والله أعلم .