هل يجوز لها أن تتواصل مع المسؤول التربوي عن أخيها وهو شاب في مثل عمرها ؟
أنا فتاة مضطرة اضطرار إلي محادثة شاب علي مشارف العشرين من عمره ، إما بالهاتف الجوال أو بالإيميل ، أنا لا أرتاح إلي هذا ، ولكن لا بد من ذلك حيث إنه يشرف على أخي الصغير تربوياً ، وأريد توضيح بعض الأمور المتعلقة بأخي حتى يتضح الأمر له ، وقد لا أتواصل معه مرة أخرى ، فماذا أفعل ؟
الجواب
الحمد لله.
من الواضح ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أنك على علم بأن الأصل تحريم هذه العلاقات بين
امرأة ورجل أجنبي عنها ، ونعني بها علاقات المراسلة ، والمحادثة المتكررة في الهاتف
، أو عبر الماسنجر ، أو عبر أية وسيلة اتصال أخرى ، وقد سبق بيان ذلك في أجوبة
كثيرة في موقعنا هذا ، يمكنك مراجعتها في قسم العلاقات بين الجنسين .
لكن موطن الإشكال عندك أنك ظننت أن مشكلتك لها نوع من الخصوصية ، وأن علاقة أخيك
الصغير بهذا الشاب ، أو إشرافه عليه تربويا ، هي حالة من حالات الضرورة التي تبيح
لك ارتكاب هذا المحظور ( الممنوع ) ، وهنا نقول لك : إنه لا ضرورة على الإطلاق
لمحادثة هذا الشاب ، ونحذرك من الدخول في علاقة من هذا النوع ، هي مبنية على أساس
مرفوض ، ولا يعلم عواقبها إلا الله جل جلاله .
ولتعلمي يا أمة الله أن الشيطان اللعين يدخل لكل أحد من المدخل الذي يلائم حاله ؛
فمن كان يحب الغناء : جعله وسيلته لإيقاع الناس في فتنه ، ومن كان ولعه بالخمر ،
فتنه بها .
لكن هذا المدخل لن يكون متيسرا له إذا كان الطرفان ، أو أحدهما ملتزما بدينه ، أو
يحاول ذلك على الأقل ؛ فهنا تكون محاولاته لإضلال هذا النوع من البشر أشد وأخطر ،
لأنهم أعداؤه الحقيقيون ، ولأن هذا هو الصيد الثمين ، أن ينقله من سبيل الهدى
والرشاد ، إلى أودية الغي والشهوة والضلال ، والعياذ بالله .
وهنا يحاول أن يجعل لمثل هذه العلاقات المرفوضة صبغة شرعية ؛ فمرة تبدأ علاقة الشاب
والفتاة : بالتناصح ، ومرة تبدأ بتبادل الكتب النافعة ، أو المقاطع المؤثرة (
المبكية !! ) ، ومرة بالتعاون على الدعوة والتربية ، وإصلاح الناس ، ومرة : بتعلم
العلم النافع ، أو القرآن وتجويده ... ، وهكذا يحاول أن يجد مدخلا ، أي مدخل ،
لتكوين علاقة خاصة ، وبصورة مباشرة ، بين رجل وامرأة ، بين شاب وفتاة ، ثم لا يزال
بالطرفين حتى يبلغ منهما أقصى ما يريد .
وخذي هذه العبرة من مشكلة واقعية ، وردت إلى الموقع في جواب السؤال رقم : (60269).
إن بالإمكان أن يتم هذا الإشراف من غير أي نوع من أنواع التواصل بينك وبين هذا
الشاب الذي يقاربك في السن ، ويشترك معك في هذه المرحلة العمرية الخطرة ، مرحلة
المراهقة ، وسرعة التعلق بالآخرين !!
بالإمكان أن يقوم بذلك الدور، أخ أكبر ، إن وجد ، أو الوالد ، أو أحد المحارم ، أو
إذا اضطر الأمر لمعرفة بعض الأمور ، ولم يوجد أحد يقوم بذلك ، فليكن عن طريق
الوالدة !!
ونعتقد أن الرغبة في التواصل ، إذا كانت عن هذا الطريق المباح ، والمسموح به ،
والجاد ، والبعيد عنك أيضا ، نعتقد أن الحاجة إليه سوف تنخفض إلى أدنى مستوى لها ،
بحيث يكون مرات معدودات !!
فاحذري يا أمة الله من سبل الغواية ، وتلبيس إبليس ، والشهوات الخفية ؛ واسألي الله
أن يطهر قلبك ، وأن يعصمك من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .
والله أعلم .