جملة : (الصلاة خير من النوم) هل تقال في الأذان الأول قبل الفجر أم في الأذان الثاني؟ وما الدليل على قولها؟ وماذا يقول من سمعها بعد المؤذن؟
الحمد لله.
"السنة أن تقال في الأذان الأخير بعد طلوع الفجر كما جاء ذلك في حديث أبي محذورة وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها الدلالة على أن المؤذن كان يقولها في الأذان الأخير بعد طلوع الفجر قالت : ثم يقوم النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي ركعتين ثم يخرج إلى الصلاة بعد الأذان الأول ، الذي هو الأذان الأخير بالنسبة إلى ما يسمى بالأذان الأول ، فهو أذان أول بالنسبة للإقامة ؛ لأنه يقال لها : أذان .
فالسنة أن يأتي بها في هذا الأذان الذي هو الأخير بعد طلوع الفجر وهو الأول بالنسبة للإقامة ، وأما الأول في عرف الناس كما يسمونه فهذا للتنبيه ، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : (لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُوقِظَ نَائِمَكُمْ) فهو أذان للتنبيه حتى يستيقظ النائم وحتى يرجع القائم يعني لا يُطَوِّل الصلاة ؛ لأن الفجر قد قرب ، وقد صرح في حديث عائشة بتسمية الأذان الأخير أولاً مراعاة للإقامة لأنها أذان ثان ، وهو ثان بالنسبة إلى الأول الذي يكون فيه التنبيه .
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يقول هذا في الأول الذي هو محل التنبيه قبل طلوع الفجر ، والأمر في هذا واسع إن شاء الله ، لكن لا يقال فيهما جميعاً ، فالأفضل أن يكون في الأخير الذي هو الأول بالنسبة إلى الإقامة ، وهو الأذان الذي يكون بعد طلوع الفجر .
و"الصلاة خير من النوم" المراد بها الفريضة التي فرضها الله خير من النوم ، والواجب على الناس أن يقوموا لها ، أما النافلة في آخر الليل أو في أثناء الليل فليست واجبة ، وقد يكون النوم أولى من الصلاة إذا كان النوم يغلبه في الصلاة ، فإنه ينام حتى يأخذ حظه من النوم وحتى يستطيع أن يصلي الصلاة على وجهها ، ولكن صلاة الفرض أمر لازم وهي خيرٌ من النوم في كل حال ، يجب عليه أن يقوم لها وأن يتعاطى ما يعين على ذلك حتى يؤديها بقلب حاضر وإتقان لها وإكمال لها .
ويقول السامع له مثله : "الصلاة خير من النوم" لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ) ؛ فالمجيب يقول : "الصلاة خير من النوم" ، ومثلما يقول : "الله أكبر" ، و "أشهد أن لا إله إلا الله" فهذا مثله ، يقول : "الصلاة خير من النوم" ، أما "حي على الصلاة حي على الفلاح" فإنه يقول : "لا حول ولا قوة إلا بالله" هذا هو المشروع .
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن يقول : "حي على الصلاة" كان يقول : "لا حول ولا قوة إلا بالله" وإذا قال المؤذن : "حي على الفلاح" ، يقول : "لا حول ولا قوة إلا بالله" ؛ لأن الإنسان ما يدري هل يقوى أو ما يقوى ، وهل يتيسر له ذلك أم لا ، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، المعنى : أنه لا حول لي على إجابة المؤذن والحضور في المسجد وأداء الصلاة إلا بالله سبحانه وتعالى ، ولا قوة لي على ذلك إلا بالله سبحانه وتعالى ، والمؤذن دعاه إلى الخير : "حي على الصلاة ، حي على الفلاح" فعليه أن يجيب وعليه في هذا أن يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا هو االمشروع ؛ يعني لا حول لي ولا قوة لي على إجابة المؤذن وعلى أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة ، وعلى كل شيء إلا بالله سبحانه وتعالى" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/685 – 687) .