الحمد لله.
قال علماء اللجنة الدائمة –
في شرح الحديث - :
نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره ، ففيه دلالة
على منع الإنسان من التعدي على نفسه ، أو غيره .
وهذا الحديث وإن كان فيه مقال إلا أنه جاء من طرق يقوي بعضها بعضاً ، وله شواهد
فينهض إلى درجة الحسن لغيره ، ويصلح للاستدلال به .
ونوصيك بمراجعة كتاب " جامع العلوم والحكم " للحافظ ابن رجب في شرح هذا الحديث .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
يكثر في بلادنا الشباب الذين همهم التفحيط والسرعة والتطعيس وإيذاء المسلمين ،
ولذلك يحصل أحياناً - بل كثيراً - حوادث يحصل فيها وفيات ، فهل يعتبر هذا من
الانتحار ؟ وما دور أولياء أولئك الشباب وتمكينهم من تلك السيارات ؟ ثم ما حكم ذلك
الرجل هل يحل له أن يعفو عن كل من أساء إليه بحادث ونحوه ؟ .
فأجاب :
هذا ليس من الانتحار ؛ لأن الانتحار أن يقصد الإنسان قتل نفسه وهذا ما قصد .
لكن لا شك أنه من السفه ومجانبة الصواب ، ونصيحتي لأولياء أمور هؤلاء : أن يتقوا
الله عز وجل ، وألا يمكنوا أولادهم من هذا الفعل الذي يجني عليهم أضراراً نفسيَّة ،
وأضراراً مالية ، وعدواناً على الغير ، وليخش هؤلاء من زوال النعم ، فإن النعم إذا
لم تشكر زالت ، رزقنا الله وإياكم شكر نعمته وحسن عبادته .
" اللقاء الشهري " ( 74 / السؤال 19 ) .
والخلاصة :
أن ما كان قيادة للدراجة الهوائية تلييناً للجسد ، وتقوية لعضلاته : فلا شيء فيه ،
وما كان منه قيادة في المنحدرات وعلى التلال وفوق الأرصفة والجدران وفيه تعريض
للنفس للخطر : فهو محرَّم ، ولا يحل لأحدٍ أن يقوم به ، ولا لولي الأمر أن يعين
ابنه عليه .
قال الدكتور على حسين أمين يونس – وفقه الله - :
وبعض السباقاتِ تقامُ على الطرقِ الوعرة ِأو المنحدرات ِ... التي قدْ يُصَابُ فيِها
اللاعبُ بإصابات ٍ نتيجة َ السقوط .
وهناكَ سباقاتٌ أو ألعابٌ استعراضيةٌ كالهبوطِ من تلة ٍ مرتفعة ٍ شديدة ِالانحدار ،
باتجاه الأسفل ، أو القفز للأعلى على عبر منصتين متصلتين ، ولا تخلوا هذه الألعابُ
الاستعراضيةُ من الإصابةِ ببعض الجروح أو الكسور ونحوها .
مشروعيتها :
يباح ٌ من هذه الألعاب ما عادَ على الجسد بالنَّفع والفائدة ، على أن تُجنبَ
المحظوراتُ ، من مقامرة ٍ ونحوها ، ويكرهُ كراهة ً شديدة ً إطالةُ اللعب بها مما
يضيعُ الوقت لمجرد اللهو ؛ لأن المسلم مستأمن على وقته ومسؤول عنه .
أما اللعب بها بصورة ٍخطيرة ٍ قد تلحق الإصابات أو الكسور ونحوها بالجسد : فهي
محرمة ؛ لأن إلحاق الأذى بالنفس محرَّم ، وذلك مثل السير بسرعة ٍ عالية ٍ جدّاً على
المنحدرات الشديدة ، أو الاستعراض بالنزول عن التلال شديدة الانحدار ، أو الاستعراض
بالقفز على المنصاتِ المرتفعةٍ بصورةٍ خطرةٍ ، والله تعالى أعلم .
" الألعاب الرياضية أحكامها وضوابطها في الفقه الإسلامي " بإشراف الشيخ عمر الأشقر
، ( ص 233 ، 234 ) باختصار .
والله أعلم