توفي أبي رحمه الله قبل سنوات، وقام أخي بأخذ جميع حقوق أبي التي صرفت لورثته بعد وفاته من الشركة التي يعمل بها له وحده ، ولم يقسمها بين الورثة ، ولم يعطنا منها شيئا ، كما قام ببيع سيارته وأكل ثمنها بدون إذن من الورثة ، ولأن الورثة هم أنا ( أخوه ) ، ووالدته وأخته ، فقد سكتنا عن تصرفاته ولم نطالبه عن طريق المحكمة ولا غيرها ، لأننا لا نريد المشاكل والفضائح ، وبعد سنتين توفي أخي هذا نفسه ،ولم يترك غير اليسير ، ولكن له نصيب في بيت والدنا الذي نسكن فيه ، والذي نشترك فيه جميعنا.
السؤال هو:
هل نستطيع أخذ حقنا من ورث والدنا رحمه الله الذي لم يعطنا إياه أخي رحمه الله ، من تركة أخي قبل تقسيمها على ورثته أم لا ؟ وكيف نأخذ ورثنا وحقنا من مال أبينا من مال أخي بعد وفاته ؟
الحمد لله.
إذا مات الوالد وترك زوجة وابنين وبنتا ، فإن تركته تقسم كما يلي :
للزوجة الثمن ، والباقي لأولاده ، للذكر مثل حظ الأنثيين .
وما قام به أخوك من أكل الميراث وعدم تقسيمه كما أمر الله ، ظلم وعدوان وأكل للمال
بالباطل ، وقد توعد الله من فعل ذلك بقوله بعد بيان المواريث : ( تِلْكَ حُدُودُ
اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا
فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ) النساء/13، 14
وما أخذه أخوك من نصيب أمه
وأخيه وأخته ، هو دين في ذمته لا تبرأ إلا برده إلى مستحقيه ، فإذا مات كان على
ورثته أن يسددوا دينه قبل تقسيم تركته ، فيُنظر كم نصيبه من البيت المذكور ، ويُخرج
منه ما عليه لأمه وأخيه وأخته .
فإذا كان له ورثة غيركم كزوجته وأولاده ، ورضوا بذلك ، فهذا هو الواجب عليهم ، وإن
لم يرضوا ، فوسطوا من ترون من أهل الخير لإقناعهم ، وإلا فراجعوا المحكمة .
وإذا لم يكن له ورثة غيركم ، فبإمكانكم أنتم أن تأخذوا حقكم من نصيبه في البيت ،
لأنه لا منازع لكم فيه .
والله أعلم .