الحمد لله.
وهابيل لا يُعرف البلد الذي مات فيه أصلا ، فضلاً عن
معرفة البقعة التي دفن فيها ، وإحياء هذه القبور والمشاهد المختلَقة إنما هو لتسويق
الشرك والبدع المغلَّظة والانتفاع المادي من القائمين عليها ، وكان الذي بدأ بتسويق
هذا الشرك ونشره بين المسلمين : الباطنية والرافضة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
"ولم يكن في العصور المفضلة " مشاهد " على القبور ، وإنما ظهر ذلك وكثر في دولة "
بني بويه " لما ظهرت القرامطة بأرض المشرق والمغرب ، كان بها زنادقة كفار مقصودهم
تبديل دين الإسلام ، وكان في " بني بويه " من الموافقة لهم على بعض ذلك ، ومن بدع
الجهمية والمعتزلة والرافضة ما هو معروف لأهل العلم ، فبنوا المشاهد المكذوبة "
كمشهد علي " - رضي الله عنه - وأمثاله ، وصنف أهل الفرية الأحاديث في زيارة المشاهد
والصلاة عندها والدعاء عندها وما يشبه ذلك ، فصار هؤلاء الزنادقة وأهل البدع
المتبعون لهم يعظمون المشاهد ويهينون المساجد ، وذلك : ضد دين المسلمين ، ويستترون
بالتشيع ، ففي الأحاديث المتقدمة المتواترة عنه من تعظيم الصدِّيق ، ومن النهي عن
اتخاذ القبور مساجد ، ما فيه رد لهاتين البدعتين – أي : التشيع وتعظيم القبور -
اللتين هما أصل الشرك وتبديل الإسلام" .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 27 / 167 ، 168 )
ولذا لا نشك للحظة أن هذا القبر مكذوب مختلق ؛ وأنه
إنما أُظهر لنشر الشرك بين الناس ، وللانتفاع من ورائه بالمال ، ونقطع أنه لم يكن
يُعرف في زمان الصحابة والتابعين ، وقد فتح المسلمون " دمشق " وحكَّموا الإسلام
فيها ، ولم يكن لذلك القبر المزعوم وجود فيها البتَّة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
"عامَّة أمر هذه القبور والمشاهد مضطرب مختلق لا يكاد يوقَف منه على العلم إلا في
قليل منها بعد بحث شديد ؛ وهذا لأن معرفتها وبناء المساجد عليها ليس من شريعة
الإسلام ، ولا ذلك من حكم الذِّكر الذي تكفل الله بحفظه حيث قال : ( إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، بل قد نهى النبي صلى الله
عليه وسلم عما يفعله المبتدعون عندها ، مثل قوله الذي رواه مسلم في صحيحه عن جندب
بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول : (
إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم كَانُوا يَتَّخِذُون القُبورَ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ
تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُم عَن ذَلك ) ، وقال : ( لَعَنَ
الله اليَهُودَ والنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ ) – متفق
عليه - .
وقد اتفق أئمَّة الإسلام على أنه لا يشرع بناء هذه المشاهد على القبور ، ولا يشرع
اتخاذها مساجد ، ولا يشرع الصلاة عندها ، ولا يشرع قصدها لأجل التعبد عندها بصلاة
أو اعتكاف أو استغاثة أو ابتهال أو نحو ذلك ، وكرهوا الصلاة عندها ، ثم إن كثيراً
منهم قال : إن الصلاة عندها باطلة لأجل نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها" . انتهى
من" مجموع الفتاوى " ( 27 / 447 ، 448 ) .
وانظر جوابي السؤالين ( 131781
) و ( 119178 ) .
والله أعلم